• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التربية الدينية في المدرسة العراقية الجديد .
                          • الكاتب : غالب حسن الشابندر .

التربية الدينية في المدرسة العراقية الجديد

 لم يعد هناك شك في العلاقة المصيرية بين التعليم وبين أهم قضايا الإنسان

المصيرية، التنمية والسلام  والإزدهار والعدل والحرية والديمقراطية واحترام الرأي الأخر والتعايش البشري ونظافة البيئة، بل وقبل ذلك الحياة بحد ذاتها بما إذا كونا تصوراً راقياً بالحياة، التصور الذي ينحاز بشكل جذري لأثبات الذات، وتحقيق الوجود، وتفجير الطاقة البشرية من أجل الإنسان نفسه عبر تعمير الكون وأحياء السلام وتوفير الأمن وتأصيل الكرامة. فلا حياة بلا تعليم، التعليم المستدام بطبيعة الحال، وليس التعليم الذي يقف عند مرحلة معينة من مراحل العمر،( كما هو مشاع في تقليدنا العربي والاسلامي للأسف الشديد حيث تعتبر المرحلة الجامعية نهاية المطاف في بحر التحصيل العلمي والفكري أو يعتبر طلب المعرفة والانغماس في بحر الفكر بعد مرحلة تعليمية رسمية نوعاً من البطر، وزيادة الزهد بالحياة!!)
المرصد النقدي في صدى الروضتين:
التقيد المرحلي لا علاقة له بتقاليد أمة قادها الرسول(ص) بحكمة (اطلب العلم من المهد إلى اللحد) ووعي السلطات الحكومية لمفهوم القراءات الناضجة التي غالباً ما تتكون بعد المرحلة الجامعية وتشكل خطراً واضحاً على المفهوم السلطوي نفسه والذي يحاول التفرد بالرؤى والنظريات فيسعى إلى تهميش فكري متعمد يصوغ منه مفهوم البطر وزيادة الزهد بالحياة بالنسبة لزيادة التحصيل المعرفي بعد المرحلة التعليمية..

المفكر العراقي:
لا يمكن للسلام  أن يسود في مجتمع أحادي القراءة، فالقراءة  الأحادية هي الاخرى مصداق من مصاديق الأميّة المتخفية بأثواب العلم السطحي ، قراءة فاصلة ، تُخرج كل العقول قسرا ورغما من صيرورة تشكلها عبر تراكمات التاريخ  وإضافات التجارب  وإعتمالات الذات ، وتنصبُ من تشكُّلها الخاص بها إلها حاكما ، وكأنه تشكًل معصوم من قانون الحياة  الكبير ، ذلك القانون الذي يؤكد بما لا يدع شك ، إن كل تشكل هو وليد زمنه . وليس القراءة الاحادية كما يتصور البعض صيغة واحدة ممهورة بطابع أزلي ، بل هي صيغ ، تتعدد، وتتنوع ، في الدين والعلم والفن والحضارة والثقافة ، قراءة  جوهرها الإقصاء!!
المرصد النقدي:
التخصص المعرفي له منحى أيجابي واضح في جميع المدارس الفكرية لكون التخصص علامة انبثاق فكري نحو فهم شمولي اتجاه منطق علمي رصين مما يؤاخذ على علماء القرون المتقدمة أنهم ضيعوا لنا أرثاُ حضارياً كبيراً من خلال تنوعهم التشتتي فالمؤرخ العربي كان يبحث في الطب والتاريخ والجغرافية والفلك والبايلوجيا فلنصل كنتيجة قراءات إلى سطحية المعروض دون التوغل إلى الجوهري المعمق فالقراءة التخصصية ليس فيها ما هو معيب ولا أدري لماذا اعتبرها الباحث منهجاً اقصائياً ومن الممكن اقصاء الأخرين بجميع الوسائل القراءية وليس للاقصاء هناك طريقة متفردة.

المفكر الباحث: 
لا يمكن للحرية أن تتحول إلى لذة روحية وفكرية وجسدية في مجتمع تحددت مصادر فكره وتعلمه وثقافته وتربيته وإلهامه وطموحاته  في كتاب واحد  ، يتحكم فيه قانون الكتاب الواحد ، مهما كان هذا الكتاب الواحد من قدسية بل ومهما كان من إمكانات حائزة على قوة البيان والمعلومات والحقائق والتصورات .
المرصد النقدي:
علينا معرفة مصادر استحصال الحرية أولاً قبل الولوج إلى عمق التحاور مع أي ذات شاءت أن تفسر المفهوم الشمولي بأداة شخصية بحجة التغاير التطوري ونتيجة هذه القراءة الفردية اتهم الكتاب الواحد مع ما يحمل من قدسية بأنه لا يحمل امكانيات التحول الطموح وخاصة حين يكون هذه االكتاب الواحد هو الأساس المعرفي لانبثاق جميع الحضارات بما فيها متضادة فما عرض هو رؤية فردية بحته تكمل في عدم القدرة على الاحتواء المهني والذي سينتج عدم تجانس وتلاقح يصل إلى عتبات اللذة وليس هناك فبي العالم كتاب يتحمل مسؤولية بعث اللذة للجميع ليكون في مقدور أي انسان محاسبة كتاب معين ولا أدري هل هي دعوة إلى تعدد مصدرية الكتب المقدسة وترك الكتاب الواحد الذي يشكل معجزة قيادية قادت العالم وما تزال إلى النفس الأخير للوجود.

علي الخباز, [١٠.٠٤.٢١ ٢٠:٤٨]
الباحث المفكر:
لا يمكن  للتقدم أن يحوز على شرعيته الطبيعية والعادية في مجتمع غير متحرر علميا ، متحرر من الخرافات والاساطير والتوكل وقدسية الماضي لانه ماضي ، مجتمع يكره التجديد ، ويخاف المحدثات لانها من الفتن ، ويربط نصوصه المقدسة بتجارب سابقة يعتبرها الإحالة النهائية . أي لا يمكن للتقدم أن يظفر ببيئته بلا قراءة واسعة ، ثرية ، غنية ، متواصلة مع التجارب البشرية المتعددة .
المرصد النقدي:
أجد الباحث يدخل في بديهيات عامة وينشق على تلك البديهيات ببديهيات أخرى لكن يحملها معنى مضمر لكون الحالة العلمية أن لا تهمل الماضي جانباً وتنفصل عنه تماماً ولا ترتكز أيضاً على أساسيات هذا الماضي بالاكتفاء به وعدم خلق المساحة التكوينية للحاضر بل نريد من الحاضر أن يستشف من تجارب الماضي خطى المستقبل فما هو العيب إذن اذا  اعتبرنا الوهج الرسالي أو الإمامي حالة تشكل القدوة لبلوغ الأسمى وما علاقة قدسية هذا الماضي بعثرات القراءة أو فقر التواصل مع تجارب متعددة فأذا أردت أن تبحث في ذات الأخرين فهل عليك أن تلغي ذاتك التاريخية والحاضرة والمستقبلية لتصل إلى ذروة التفاعل؟!! 
ومسألة التوكل هي مسألة فطرية وجدت في دواخل الانسان منذ وجوده على أرض الخليقة أي لا يتحمل منهج مسؤولية التوكل.

الباحث المفكر:
لا يمكن للتنمية  أن تحقق طموحها في مجتمع لا يقدر الكلمة ، ويستهين بالكتاب ، ويتعلق بهوامش العقائد ، ويعطي قيمة غيبية لكل
 شي حتى الاشياء التي تدخل في نطاق الحس بكل سهولة وبساطة ويسر .
المرصد النقدي :ـ 
لننتبه الى الحالة التناقضية التي سقط فيها  البحث فبعدما كان ينكر التعلق بوحدية كتابية صار يرفض الاستهانة بالكتاب الذي رفضه قبل سطرين ويعود ليقيم حالة اخرى وهي العقائد تناسى ان هوامش العقائد ليست من العقائد اصلا  وان العقائد هي جزء لايتجزأمن تعاليم الكتاب الواحد 
 وسنعود في الحلقة الثانية لتتمة البحث




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153956
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15