
قبل 18 عاماً وفي مثل هذا اليوم المُوافق التاسع من نيسان 2003 سقطت بغداد الحبيبة على يد التحالف الدولي الذي قادته أمريكا وسقط معها طاغية العصر هـدّام ..
ذكرى سقوط بغداد ذكرى أليمه في نفوسنا جميعاً كعراقيين (كنتيجة لسفاهات وتصرفات خاطئة من نظام بعـثي إجرامي وطمع أمريكي في خيرات العراق) خلّفت دمار شامل في العراق ما زال يعاني من بعض آثاره إلى الأن. فلا أحد يُنكر الدور التخريبي الذي قامت به أمريكا وحلفاؤها حينها والذي لو كتبنا فيه مُجلدات لما كفّى .. ولكنه أيضاً صاحبهُ انتهاء عهد الدكتاتور السفّاح صـدام الذي قتل وعذّب وسفك الدماء وفعل من الجرائم في أبناء شعبه ما شاء، لكنه خلّف صدّاميين كثيرين في كل مكان. وعلينا أن لا نبتهج كثيراً، فالظاهرة الصدامية لم تنتهِ ، موجودة بيننا وفرصها و حظوظها كثيرة. فـحزب البعث قد يكون انتهى لكن العقل البعثي لم ينتهي .. سقط صدام وسقط معه حزب البعث الإجرامي ولكنهُ تركَ خلفه أذناب صدّاميون كثيرون ..
وفي مثل هذا اليوم أيضاً عام 1980 استشهد السيد الكبير والفيلسوف العظيم محمد باقر الصدر وأخته العلوية على يد صدام في مشهد يعطينا دلالة واضحة على دموية ذلك النظام وتجاوزه على كل القوانين والأعراف .. وهو السيد الذي عندما واجه الطاغية صدام قال له :
ان قتلتني لي الشهادة
وان سجنتني لي العبادة
وان تركتني لي القيادة
ان التجارب التاريخية أثبتت مما لاشك فيه أن حكام الظلم والجور لن يطول حكمهم مهما استخدموا من أساليب القمع والقتل والإرهـاب للحفاظ على سُلطانهم ولهذا كانت الحكمة الإلهية حاضرة إذ تزامن انهيار نظام البعث المقبور مع ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر لتكون درساً بليغا لكل الطـغاة ورسالة واضحة مفادها أن الدماء الزكيَة كفيلة أن تكون سبباً لسقوط الأنظمة الظالمة ..
تقول الحاجة أم جعفر (زوجة الشهيد الصدر) : بعد شهرين مضيا على حالنا (بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر) من أول نزولنا في الكاظمية، فُوجئت يوماً بابنتي الثانية تسألني والقلق ساكن على تقاسيم وجهها الشاحب الصغير :
أُمّاه ، لقد سمعت عندما كنت بجانب المذياع ، خبراً عن مقتل والدي ، أصحيح ذلك ؟؟ قالت ذلك وكان السيد حسين جالساً يسمع، فاُسقط في أيدينا وتداركنا سريعاً فنفينا لها ذلك الخبر ، وعللت ذلك بأنه من ألعاب الكبار القذرة وانت صغيرة على ذلك ، إنها محاولات إعلامية خارجية لإرباك الأوضاع وإخافتنا فقط، أنت لا تقدرين على استيعاب هذه الألاعيب دعيها واطمئني. أبوك في خير إن شاء الله صحيح هو عند صدام ، لكنّا سنلتقي به بإذن الله ، وسنفوز بحياة سعيدة معه ان شاء الله ، نامي هانئة أي بنيّة !!.
|