• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : عند القباب الذهبية.. .
                          • الكاتب : خالد مهدي الشمري .

عند القباب الذهبية..

    لم يستطع الجلوس في البيت والجميع جهّز أمتعته, صغر سنه لم يعد عائقًا ليشارك مع الكبار, يسابق الزمن بسعادة وهو يسير للمرة الأولى, يشاهد الأحلام والصور التي كان يراها على التلفاز فقط, أشغلته الحشود الكبيرة من الناس, بين اندهاش وتعجب يزاحم الجميع كي يكون مع أصدقائه.

 تجمع الناس على جثث خلّفها انفجار, الخوف والرعب يخيّم على الجميع، لكنه ظل يفكر كيف يلتحق بهم, حتى تطاير الناس من حوله من شدة الانفجار الثاني, مسح التراب عنه وهو يشاهد كل هذا الخراب والدم، ليسرع مختصرا الطريق.
 ترك كل الأشياء خلفه حتى أنه نسي أن يأكل أو يشرب, لم يعد الطريق طويلا للوصول, مرّت الساعات مستغربا من كونه يسير بسرعةٍ عالية، حتى شك أنه يطير أحياناً, لاحت الأنوار من بعيد ومن بين الجموع الغفيرة رأى رفاقه وهم يصلون, ناداهم.. كرر نداءه لكنهم لا يجيبون..!
 وقف أمام القباب الذهبية. في ذلك الانفجار, مات على الطريق.
...
قربة:
بين الماء وأكف مقطوعة حكاية..
يرويها العطش على شفاه مسبحة لله
أطفال عطشى
وقربة مسجاة.. الراوي جسد بلا رأس.
....

صاحب الرداء:
 فتح الأفق رمشه فبزغت الشمس, بريقا يخال لؤلؤا ومرجان, تشابكت كفاه وموج ازرق يرقص من الأرض إلى السماء, ما إن صعدت يداه, هبت من كل صوب تسترزق, تبحث لها عن  مأكل, بين الحيتان هل يرزق السمك؟ حطت على رأسها وشدت خصرها على رب السماء توكلت.
 لم ينس تحت الحجر دودة فأكلت, فكيف ينسى من في ليلها سجدت. قدر بالماء تقلبه, عسى أن يشبع الجياع ويقنعوا, فمر صاحب الرداء الذي من يده تأكل الفقراء, فشكت لربها, وصل الصوت أذنه حينها أجزل العطاء, لم يكتف, فقال لها: عليكِ الخبز وعليَّ الحساء, أكف بسطت, إلى من لا تحويه أرض ولا سماء, خاتم في الصلاة أعطاه, تزاحمت حناجر لذكره وهو دعاء وصلاة, فتزاحم الجياع تطوف حول داره, لم يبق جائع وعنده المتاع, خشع راكعا في ركنه, بالسيف شق الرداء, مات من حينها الجياع.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153743
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14