• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على قيد الوجود... .
                          • الكاتب : مصطفى ياسين .

على قيد الوجود...

في كل لحظة، يُخط عنوان جديد، وبنفس تلك اللحظة، تُختم مسيرة انسان، وبهما ينسج موكب تتلون فيه حياة .
ولادة يبدؤها ببكاء رغم فرحة من حوله بقدومه، ورغم عدم الوعي الذي هو فيه... فهل هو عنوان ذاك المسار.. بكاء..؟ وهل لحظات السعادة التي تمر عبر السنين هي الدخيلة؟
 وحين الرحيل يكون الحزن سيد الموقف، ليضع الختم الممهور برحيق العيون كمداد لما خط بتلك الأيام التي خلت... أيضاً بكاء ...
 مخاض كله أحزان، ما هي الحكمة من هذه الحالة..؟ هل هي حسرة عما تركناه وأتينا للدنيا..؟ أم هو جدار شفاف حتى لا تغرينا ملذاتها..؟ فكلما أقدمنا على التمسك به اصطدمنا بجدار عدم الاستمرارية والملكية.. والسبب الأوحد أنها أيام معدودات !..
فهل كانت تلك الأيام حالة تعرض لها مسار أكبر من تلك السنين، وكان معجوناً بالسعادة واقتطع منه هذا الزمن... وعنون بالخسران .. أو الدنيا؟
 وحين ننظر للحياة ككرة مستثناة من زمن.. نجد بداخلها روائع يقر لها .
 فمن هنا نعي بأن الزمن الكامل هو فوق الخيال من السعادة.. ففيه الديمومة المطلقة، فلذلك ننظر بعين السخرية من تلك الدنيا.. والحزن الحقيقي هو نابع من الخوف بعدم العودة لذلك الزمن .
 مخاض نعيشه بصورته الباهتة.. البعيدة كل البعد عن الاستمرارية والجمال الحقيقي الذي كنا فيه.. فحين يحط بنا الرحال نعي بأننا كنا نجري وراء سراب.. والبصيرة هنا من حديد لا يخدشها زيف.. وما حققناه من انسانيتنا هو المركب الخفي للعودة لذلك الزمن؛ لما فيه من ابداع السعادة الذي أتينا منه.. وعبرنا تلك العوالم كأزقة نتناقل بها من حي إلى آخر.. تاركين أثراً، علّه ياسمينة أو مصيبة لبشر، وكل أثر ينضح بما فيه.. ويرسم الكم من السعادة أو التعاسة بالديمومة العائدين حتماً إليها..
اللوحة بيضاء.. والألوان متنوعة.. والفكرة محدودة بين خيارين... 
فماذا تخط ريشة يمتلكها... إنسان..؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153735
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14