• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية في بحث من بحوث مهرجان ربيع الشهادة الثالث عشر (فلسفة الحركة الحسينية عند الإمام الحسين عليه السلام) للدكتور الشيخ حازم طارش الساعدي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة انطباعية في بحث من بحوث مهرجان ربيع الشهادة الثالث عشر (فلسفة الحركة الحسينية عند الإمام الحسين عليه السلام) للدكتور الشيخ حازم طارش الساعدي

 البحث عن وعي التأريخ يشكل ظاهرة رؤيوية جادة، تأخذنا الى عوالم الدلالة، لتمثل لنا أخلاقية الخبرة الاحترافية، وبحث فلسفة الحركة الحسينية عند الإمام الحسين (عليه السلام) للدكتور الشيخ حازم طارش حاتم صكر الساعدي، يستكشف المعنى الإنساني في الخطاب الحسيني في ضوء قراءة معاصرة في انطولوجيا الثقافة، ويعني المعرفة الممتدة عبر الميادين الثقافية والفكرية، فنجده يسعى الى عملية انتاج نصي من خلال قراءة النص قراءة معنوية؛ لاعتقاده أن هذه اللغة قادرة على فهم واستيعاب المسارات التي تتجسد فيها القيم، وهذه هي الوسائل الإجرائية التي تتبنى جميع العلاقات الكائنة في الموروث النصي، والقادرة على قراءة هذه الانساق الفكرية والتي شكلت في الخطاب الحسيني مفهوم البيئة المجتمعة، معتبراً أن هذه الحقائق المتفردة جعلت الخطاب الحسيني خطاباً كونياً فهو خطاب قيمي، اعتمد النص البحثي على لغة اكاديمية تحليلية توسمت في العديد من القراءات المنهجية المتنوعة، وكم من المصطلحات الأكاديمية قرئت بشكل سريع اربك المسعى التوصيلي أحياناً، ولاعتمادنا على المبحث السماعي نخشى أن لا نفي مثل هذا البحث تميزه، ارتكز على عرش ثلاثة محاور للاقناع منها البعد النفسي الاستراتيجية النفسية كمفهوم للتعامل الشمولي، ويعني إدارة الابعاد النفسية والفكرية، والبحث في ارتباط تلك القيم بالقيم السماوية، ليصل الى نتيجة أن الخطاب الحسيني هو خطاب قرآني من نوع آخر، ليوصل سمات العلاقة بين الجانب التكويني في رسالة الإمام (عليه السلام) والجانب الانجازي التضحوي.
 لو تفحصنا بعض الحقائق المتصلة في واقع هذه القيم الروحية بمفاهيم ثقافية معاصرة لعرفنا معنى البعد الاقناعي المستنهض بكونية هذا الخطاب، وينطلق منها الباحث الى المنهج التحليلي في خطابات اعتمدت على تحريك الرؤى النفسية للحفاظ على إنسانية الانسان، واستشهد بعدد من أقوال الإمام الحسين (عليه السلام) ليتعامل من النص الحسيني تعاملاً انتقائياً يظهر لغة الابداع وبيان امكانياتها على الخلق المبدع، فخرجت لديه مثلا مقدمة أولى، ومقدمة ثانية، الأولى قول الحسين (عليه السلام): "ان الدنيا دار فناء وزوال متصرفة بأهلها...)، والمقدمة الأخرى التي اسماها المقدمة الصغرى، يرى فيها أن الفاني والزائل لا يستحق الحفاظ عليه، ليتبنى الخارجي والمعرفي استراتيجية أخرى ليتكل بها الانسان على الله سبحانه تعالى، مادام كل شيء زائلاً وفانياً، من الأسس الفكرية والفلسفي التي تؤلف البنية المعنوية، كمحور ثقافي اجتماعي لتشكيل وحدة ضغط خارجية؛ لأن البيئة الخارجية تشكل وحدة ضغط على الكثير من السلوكيات وخاصة عندما نؤمن بأن المعارف الإنسانية ليست معارف متكاملة.
 الموقف في الحركة الكونية يولد ضغطاً داخلياً على الانسان، واستحضر مجموعة من أقواله (عليه السلام) ليصل الى معنى أن نهضة الامام علي (عليه السلام) كانت سعياً للحفاظ على حياة هؤلاء الناس وحتى الأعداء منهم، والارتكاز الدلالي يأخذنا نحو مرتكز الحركة الإصلاحية مرهونة بالإنسان، هذا البعد المعنوي الباعث لمدركات البحث الجاد، والسعي لإبطال أي تفسير موضوع للتنكيل بالحركة الحسينية المؤمنة والتي تجعل المسعى وكأنه بحث عن سلطة وعرش وحكومة، والحسين بكل سماته المقدسة هو اكبر من هذه الرؤى الخائبة، فكان محور الانتساب الرسالي هو محور انتمائي، ومنه انبثقت الرؤية الجديدة على عالم الحدث، فمبدأ التأسيس هو الطاعة لله سبحانه تعالى والمفاهيم القيمية الجديدة التي ترى أن الموت سعادة والحياة مع الظالمين شقاء.. وهو مفهوم غير متعارف عليه في زمانه.. لذا كانت قراءة الدكتور الشيخ حازم الساعدي قراءة تتسم بحداثة فكرية ثقافية مبدعة.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153678
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12