
اولا
الهلال المحجوب
َتنطوي هذِهِ السُّنُونُ سِرَاعاً
وَ(الهِلاَلُ المَحْجُوبُ) لا يَتَراءَى
مُلِئَتْ أَرْضُنا عَذَاباً وَعَسْفاً
صُبَّ صَبَّاً، وأَدْمعاً وبُكَاءا
كُلَّما أَعْتَمَ الدُّجَى خِلْتُ أَنِّي
سَأَرى بَيْنَ جَانِحَيْهِ الضِّيَاءا
وَبِأَنِّي سَأَسْتَفِيقُ وَخَيْطُ
الفَجْرِ يَخْتَالَ أَبَيَضاً وَضَّاءا
وَأَرى دَاءَنا العُضَالَ سَقِيماً
وَأَرى "سَيْفَ ذِيْ الفَقَارِ" الدَاءا
وَأَرى بَيْنَ شَفْرةِ السَّيفِ
وَالسَّيفِ حُروباً شديدة حَمْراءا
جَاذَبَتْها سَنَابِكُ الخَيْلِ فَانْثالَتْ
عَلَيهَا مَصَارِعاً وَدِمَاءا
وَأَرى ثَمَّ "يا لِثَاراتِ يَومِ الطَّفِّ"
تَعْلُوْ فَتَمْلأُ الأَرْجَاءا
وَأَرى الأَرْضَ تَنْثَني ثُم تَهْتزَّ
لِيَحْدُو ضِيَاؤُها الظَّلْمَاءا
وَيَسُوسُ المُسْتَضْعَفُونَ بِذِي
الأَرْضِ طَوَاغِيتَ أَهلِها الأُمَرَاءا
وَأَرى العَدْلَ وَالمحبَّةَ وَالأُلفةَ
شَرْعاً مَا بَينَنَا وَالإِخَاءا
وَأَرى بَعْدُ "فِقْهَ آلِ رَسُولِ اللهِ"
فِينَا مُحَكمَّاً وَالقَضَاءا
وَأَرى - يَا لَفَرْحَتِي - صَاحِبَ
العَصْرِ أَمَامِيْ وَصَحْبُهُ النُّجَبَاءا
هكَذا دَغْدَغَتْ جِرَاحِيَ آماليْ
فَزَيَّنْتُ لِلجِرَاحِ الدَّواءا
*
غَيْرَ أَنْيَ أَفَقْتُ وَالفَجْرُ نَاءٍ،
وَاللَّيالِي لمَّا تَزَلْ ظَلْمَاءا
وَالسُّيوفُ الظَمْآى لإِعْزازِ دِينِ اللهِ
لَمَّا تَزَلْ إِلَيْهِ ظِمَاءا
تَتَلوَّى عَلَى لَهِيبِ المُعَاناةِ
انْتِظَاراً لِيَوْمِهِ وَرَجَاءا
وَأَسَىً كُلَّما تَقَادَمَ عَهْدٌ
دُونَ أَنْ تَلْمَحَ العيُونُ الضِّيَاءا
وَحَنِيناً مُرَّاً وَوَجْداً وَشَوْقاً
وَأَنِينَاً لِفَقْدِهِ وَبُكَاءا
وسُؤالاً تُدِيرُهُ الأَعْينُ الحَيْرى
فَتَرتَدُّ لِلسُّؤَالِ ابْتِدَاءا
أَتُرانا نَعِيشُ عَصْرَ الغِيابِ المُرِّ..؟
لا عَصْرَ مَجْدِهِ الوَضّاءا
أَتُرانا لَم نَجْتَزِ الابتِلاءا
اَتُرانَا لا نَسْتَحِقُّ الوَلاءا
أَتُراهُ لا يَرْتَضِينا صِحَاباً
أَمْ تُرانَا - يَا وَيْلَتِى- جُبَناءا
رَبِّ نَضِّرْ وُجُوهَنا لِنُوافِيْ
(صَاحِبَ العَصْرِ وَالزَّمانِ) وِضَاءا
رَبِّ طَهِّرْ قُلُوبَنا لِنُلاقِيْ
سَيِّدَ العَصْرِ خُلَّصاً صُلَحاءا
(ثانيا)
حلم
حُلُمٌ بَينَ مَهْدِنا وَاللَّحْدِ
أَنْ نَرى بَيْننا (الإِمَامَ المَهْدِيْ)
حُلُمٌ نَعْقِدُ الجُفُونَ عَلَيه
حِينَ نَغْفُو،
شَوْقاً، أَباً عَنْ جَدِّ
وَنُخبِّيهِ في سَوَادِ العُيونِ النُّجْلِ،
نَحْمِيْ طُيوفَهُ وَنُفَدِّيْ
نَفْرُشُ الدَّرْبَ بِالبَنَفْسَجِ وَالنَّرْجسِ
وَالفُلَّ لَهفَةٌ والوَرْدِ
بِبَياضِ القُلُوبِ، بِالبَسْمةِ الحُلْوةِ،
بِالوَجْهِ مُشْرِقاً والخَدِّ
بالزَّغَارِيدِ، بالتَّراتِيلِ، بِالقُرآنِ يُتلى،
بـ"هلْ أَتى"، بِـ"الحَمْدِ"
حُلُمٌ أَنْ نَرَى (الظُّهورَ) وَحُلْمٌ
أَنْ نُضَحِّي بِسُوحِهِ ونُفدِّي
××××××××
يَا لَيالِي البِعادِ سِيرِي عُجَالى
وَهَلُمّيْ يَا مُنْجِزَاتِ الوَعْدِ
عَجِّلي … عَجِّلي فَدَيتُكِ بِالغَالي
وَمَا عَزّ مِنْ نَفِيسٍ عِنْدِي
لَقَدِ ابْيضّتِ العُيونُ مِنَ الحُزْنِ
وَ(يَعقُوبُ) في انْتِظارِ الوَعْدِ
مُنْذُ أَلْفٍ وَالسَّيفُ يَحْصِدُ وَالأْرؤُسُ
تَهْوِي خَضِيبَةً وَالأَيْدِي
هِيَ ذِي ثَانياً تَعُودُ قُريشٌ
بِطَواغِيتِها، بِذَاك الحِقْدِ
هِيَ ذِيْ عَيْنُها بِحِقْدِ (أَبي سُفْيانَ)
تَفْرِي الأَكْبادَ (أَنْيابُ هِنْدِ)
أَيْنَ مِنْها (مُحَمدٌّ) وَ(عَلِيٌّ)..؟
وَلُيُوثٌ حِمَامُهُمْ كالشَّهْدِ..؟
أَينَ مِنها "مَنْ يَملأُ الأَرْضَ قِسطاً"..؟
بَعْدَ مَا جَانَبَتْ طَرِيقَ الرُّشْدِ
أَينَ مِنها (بَقِيَّةُ اللهِ في الأَرْضِ)المُرَجَّى..؟
أَيْنَ (الإِمامُ المَهْدِي)..؟
حُلُمٌ بَينَ مَهْدِنا وَاللَّحْدِ
أَنْ نَرَى بَيْننا (الإِمَام المَهْدِي)
ثالثا
اعادة انتاج الدولة العادلة
حتى م هذي الغيوم السود تحتشد..؟
حتى متى يوأد الجيل الذي نلد
قَسَا الحُداةُ فَما سَارُوا بِنا سُجُحَاً
يَوماً، ولا أَسْلَسُوا قَوْداً، وَلا اتَّأَدُوا
لَولاهُمُ لأَتَى سَعْياً فَحَلَّ بِنا
أَهْلاً، وَأَلْقَى عَصَا تِرْحَالِهِ، السَّعَدُ
وَلاَسْتَوى فَوقَنا كَالعَرشِ دَانِيةً
قُطُوفُهُ مُثْقَلاتٍ بِالجَنى الرَّغَدُ
مُذَهَّبَاً، أَخْضَرَ العَيْنينِ، مُؤْتَزِراً
بِزُرقَةِ المَاءِ، طَلْقَاً، رِيقُهُ الشَّهَدُ
مُضَمَّخاً بِأَريجِ الحُبِّ، مُكْتَنِزاً
بِالخِصْبِ، مِنْ بُرْدِهِ يَسَّاقَطُ البَرَدُ
حَتّامَ يَبْيَضُّ خَيطُ الفَجْرِ مِنْ غَبَشٍ
يَطُوفُ فِيهِ، ويُجْلى الصَّارِمُ الفَرِدُ
ويَفْجَأَ الأَرْضَ (صَوْتٌ كَانَ فَارَقَها
أَلْفاً وَنَيْفاً)، فَتُصْغِي وَهْيَ تَرْتَعِدُ
سَيَسْتَعِيدُ جَلالَ (الفَتْحِ) ثَانِيةً
(مُحَمَّدٌ) مِنْ (أَعَالِي مَكَّةٍ يَفِدُّ)
وَ(يَعْمُرُ البَيتَ) (آلُ البَيتِ) بَعدَ بِلىً
وَتَحرُسُ (الرُّكْنَ) بَعْدَ (الغَيْبتَينِ) يَدُ
سَتَنْتَضِي (بَدْرٌ الكُبْرى) صَوَارِمَها
وَتَسْتَفِيقُ عَلَى قَرْعِ الضُّبا (أُحُدُ)
وَتَنفَضُ التُّربَ يَومَ الثَّأرِ شَاهِرةً
أَسَيَافَها (كَرْبلا) حَمْراءَ تَتَّقِدُ
سَيُسْتَعادُ شَبابُ الدِّين ثَانيةً
وَضَوْعُهُ، وَثِيابُ الخُضْرةِ الجُدُدُ
ستُمْلأُ الأَرضُ عَدْلاً بَعدَ ما مُلِئَتْ
ظُلْماً وجَوراً"، فهلاّ يُنْجَزُ الوعد
|