• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اتقوا اللهَ في الضعيفين.. .
                          • الكاتب : حياة محمد .

اتقوا اللهَ في الضعيفين..

  الكثير من الزوجات يعانين من معاملة الزوج القاسية، وتعدي الحدود في بعض الأحيان الى الضرب والشتم والتلفظ عليهن بكلمات مسيئة وجارحة.. من هذا المنطلق نورد عدة تساؤلات منها:

دائماً الزوج يرمي التقصير على الزوجة بأنها مقصرة ومهملة في واجباتها، لكن في الحقيقة أن التقصير هو من الرجل الذي يقضي نهاره في العمل وفي التنزهه والترفيه عن النفس ويأتي الى البيت كانه الأسد الغاضب على تلك المخلوقة التي لا حول ولا قوة لها تتحمل كل الكلام وفي بعض الاحيان تتغاضى عن بعض الاشياء من أجل أولادها ومن أجل الحفاظ على بيتها لكن الرجل لا يقدر اتعاب زوجته، فهي الزوجة والأم والمعلمة والممرضة، هل تستطيع أنت يا أيها الرجل بلعب كل هذه الأدوار، وتصبح زوجاً وأباً ومعلماً وممرض..!!
 دائماً المجتمع لا ينصف المرأة ويرمي باللوم عليها كأننا نعيش في عصر الجاهلية الاولى واحتقار المرأة، وعندما تطالب الزوجة بحقوقها الشرعية والإنسانية يقال عنها أنها سليطة اللسان، وعديمة الاحساس، وتبقى المرأة ضحية الرجل من أجل الحفاظ على بيتها، لكن لكل شيء حدود، ويا أيها الزوج احفظ هذه الحقوق وتعلم تعاليم الدين، وافهم ما هو دورك، وما هو دور المرأة..؟
لو تكلمنا بمنطق الشرع، فإن الشارع المقدس لا يشترط على المرأة القيام بالأعمال المنزلية التي تشمل الطبخ والتنظيف وتربية الابناء وغسل الملابس، فكل هذا الأعمال إذا طلبت المرأة من الرجل أجرة على كل هذه الاعمال يحق لها ذلك، لكنها تقوم بكل هذه الاعمال بدون أي مقابل، ما المشكلة لو أنك تقدم لها الشكر والثناء وتسمعها كلمة طيبة..؟ كفى استعلاء وغطرسة، فإن الرجولة تكمن في احترام المرأة وحقوقها ومراعاتها ومداراتها.
والمرأة في نظر امير المؤمنين علي (عليه السلام) بمثابة الريحانة التي يستنشق منها الرحيق الطيب، ولذا فإنه (عليه السلام) قال لابنه الحسن (عليه السلام): لا تمتلك المرأة من الأمر ما جاوز نفسها، فإن ذلك أنعم لحالها وأرخى لبالها وأدوم لجمالها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فدارها على كل حال، وأحسن الصحبة لها ليصفوا عيشك.. يأتي هذا الوصف من سيد البلغاء للمرأة لرقتها ولمشاعرها الرقيقة.
الكل يقرأ: "الرجال قوامون على النساء"، ولكن معنى القيام ليس بالضرب والصياح والإهانة، وإنما القيام هو تدبير الأمور، والقيام بالواجبات، وتوفير كل ما تحتاجه المرأة.
 نحن نحتاج وقفه صادقة من الجميع، وإعادة النظر في كل ما تعانيه المرأة من إهانة لها ولمشاعرها، دائماً المرأة تصبح ضحية الزوج في ما تلاقيه منه من خيانات واحتقار وعدم احترام لحياتهم الزوجية.
 الكثير من الرجال يلجأ الى بعض المفاسد والعياذ بالله من أجل اشباع غرائزه وشهواته متناسياً تلك الزوجة التي تذبل زهرة شبابها من أجل تقديم له كل ما يحتاجه في البيت، وتسعى دائماً لإرضائه، لكن هل فكرت يوماً في إرضاء زوجتك؟
قال رسول الله (ص): "اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة، فإن خياركم، خياركم لأهله"(1). بل جعل الاسلام حب الزوجة من علائم الإيمان، وأخلاق الأنبياء (عليهم السلام).
فعن رسول الله (ص): "قول الرجل للمرأة إني أحبك، لا يذهب من قلبها أبداً"(2). 
فإن الاسلام أمر برعاية الحقوق بين الزوجين، ودعا الى حفظ حرمة الزوجة بالذات؛ لأنها عادة ما تكون ضعيفة الحال مسلوبة الحقوق في شتى المجالات. وقد استنكر أهل البيت (عليهم السلام) قسوة الجاهلية، حيث كانوا يضربون المرأة في مواقف عديدة. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ميزان الحكمة – الريشهري: ج4/ ص195.
(2) نفس المصدر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153435
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15