• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كيف نهيئ أبناءنا عقائدياً في شهر رمضان..؟!! .
                          • الكاتب : ناديه محمد حسين .

كيف نهيئ أبناءنا عقائدياً في شهر رمضان..؟!!

  كثيراً ما تعاني الأسر في شهر رمضان من تمسك أبنائها عقائدياً في شهر رمضان المبارك، خصوصاً اذا كان هنالك من هو مكلف بصيام السنة الأولى له، وكذلك مغريات التلفاز والانترنيت، وهو يريد ان يقضي يومه، ويلهيه عبر التواصل الانترنيتي او الجلوس وتصفح القنوات الفضائية.

إذن، كيف تستطيع تطويع ابنك وجعل هذا الشهر شهر اختبار له، ومعرفة مقدار التزامه عقائدياً..؟!
في البداية، يجب على الاهل تهيئة ابنائهم قبل هذا الشهر، وهذه السن التكليفية، ليس بالقسر او الاجبار او المنع من استخدام هذه الاجهزة، او حرمانهم من بعض الامتيازات، بل يكون ذلك بالوعظ والارشاد والتوجيه.
 أولاً.. يجب افهامهم ان ليس كل ما يشاهدونه هو مفيد او مضر؛ لأن هنالك برامج تساهم بتثقيف وتنمية قدرات ابنك عقلياً وذهنياً وعلمياً وعقائدياً؛ لأن هذه الأشياء مرتبطة بالدين، والدين ليس بعيد عن العلم والثقافة المفيدة.
 قد يسألك ابنك: لماذا لا نصوم إلا برؤية الهلال؟ ولماذا اقترن الصوم ولزم برؤية الهلال او بتمام 30 يوماً.. وهذا مرتبط بالعلم والفلك، فإذا لم تكن مثقفاً علمياً وعقائدياً لا تستطيع الرد على ابنك، وتجعله يلجأ الى جهات اخرى لمعرفة ذلك، فعليك توجيهه لذوي الاختصاص والمصداقية، ولا تجعله يتخبط بالجهة والسؤال.
كذلك عليك تخصيص جزء من وقتك لشرح فضائل وحسنات هذا الشهر، وإفهامه بماهيته، ولِمَ فُرض علينا بهذه الكيفية، ولماذا شهر رمضان خُص بالصيام دون غيره، ولماذا هذه الساعات المحدده له، وما هي المفطرات، وكيف عليه اجتنابها، وكيف عليه الابتعاد عن المعاصي والمحرمات والمكروهات، وجعل الشهر محبوباً إلى نفسه بمناسباته الكثيرة، وجوائزه التي لا تعد ولا تحصى، وكل ما هو جميل ومفيد ومثمر في هذا الشهر.
 هذا كله عليك افهامه له ليس دفعة واحدة، فلديك أشهر وأيام على مدار السنة، اجلب له الكتب المصورة والمجلات التي تحكي عن هذا الشهر وعن فضائله، وابدأ بتعليمه الصوم المدرج كما علمنا اهلنا، وكانوا يهيئوننا لهذا الشهر بالصوم التدرجي او على طريقة (صوم العصافير)، ويجعلوننا بشوق للصيام، حتى في بعض الاحيان نكابر ونعاهد انفسنا ونمتنع عن الذ وأطيب أكلنا، ونثبت لأهلنا ونخوض التحدي مع انفسنا بأن نصوم ونقول لكبارنا: نحن صائمون كما أنتم.. هذا التحدي والإصرار هو أول الطريق للإيمان بالعقيدة بأن علينا واجباً وركناً من أركان ديننا علينا القيام به.
عليك أن تفهّم ابنك ان الصوم ليس فقط ألا تأكل او تشرب، وانما هنالك صيام اجمل وانفع واجزل حسنات من ذلك ألا هو أن تصوم عن الكذب، والغيبة، والنميمة، والفتنة التي يسلكها بعض الأولاد بأن يقول: رأيت فلاناً عمل كذا.. أو اخذ كذا.. وهذه بداية الفتنه.. كثير من هذا القبيل يؤدي الى زوال الصوم وعدم جديته او يذهب بفضيلته وفلسفته الروحية السامية.
جلوسك يا ولدي لمتابعة المسلسلات والفوازير او مغريات المغرضين تذهب بصومك وتحبط حسنتك.
تعليمه تلاوة القرآن باصطحابك له مجالس الذكر والوعظ، فكم من صغير أصبح قارئاً للقرآن، وإذا سمعت صوته اشعرك بالخشوع والسكينة..؟ اتحب ان يكون ولدك من هذا النوع فافعل ذلك..؟
 أخيراً.. يأتي التشجيع المادي بعد المعنوي، وهو انك اذا اكملت الصيام سوف نحتفي بك، ونكافئك اضافة الى الحسنات التي سوف تحصل عليها من الله سبحانه. 
ومن الطريف اننا اذا كان صيام ولدنا غير المكلف لأول مرة نختبره، ونقول له: أتبيعنا صيامك..؟ الذكي والشاطر يقول: لا أبيعه؛ لأنه تعبي وجهدي احتسبه عند الله تعالى.
أتمّ الله تعالى صيامكم، وتقبّل قيامكم، وثقّل ميزان حسناتكم، وتقبل طاعاتكم..
تهيئة ابنائنا بهذه الكيفية راحة لنا ولهم، وأمان من العذاب، وإننا قد ادينا الرسالة، وصنّا الامانة التي وضعها الله تعالى في اعناقنا بالتربية الحسنة والمؤمنة. 
رزقكم الله تعالى وإيانا الذرية الصالحة والمؤمنة.. وكل عام وانتم بألف خير وقبول الطاعات..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153398
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14