حفلت فتوى الجهاد الكفائي بدروس كثيرة ، ومنها أن هذه الفتوى لم تقف عند حدود مواجهة داعش والاحتلال، بل هذه هي عظمة الفتوى المقدسة التي عملت على مواجهة الاستبداد بكل أنواعه وأشكاله، سواء كان من حزب أو نظام أو أي مسميات أخرى؛ لأن رؤية المرجعية المباركة كانت جوهرية تتعلق بصميم حقوق الانسان، بعيدا عن التجييش والمصالح السياسية، للفتوى حكمة المواجهة بالسلاح الحقيقي الذي هو الفكر والثقافة والايمان، وهذه هي هوية المرجعية المباركة التي تصدت بفتاوى سامية عطلت الكثير من الشحنات الطائفية والمواقف المفتعلة الساعية لتقسيم العراق، وتجزئته الى أقاليم متفرقة في المحصلة لا يخرج منها عراق..!
لهذا كانت رؤية المرجعية واضحة، ترفض أي عسكرة لغير الصالح الوطني، وهذا هو اهم مرتكز من مرتكزات القبول الجماهيري، رفض السياسات المعلبة المدعومة بقوى اجنبية تعمل على استغلال العراق، وتفتيت قوته الرادعة بحجة التخلص من الإرهاب وهي تجلب الإرهاب، ولا تمكن أي جهة من التصدي لداعش من خلال زرع المخاوف في وجدان الأمة، وإلا من حقنا أن نسأل: من اين للدواعش كل هذا العدة من أسلحة وعتاد؟ حكمة المرجعية تكمن في انها لا تريد للجهد ان يكون وطنيا مستبدا، بل تريده ديموقراطيا يعمل بالعدل والمساواة، ولا تريد ديموقراطية تقوم على حجم القوة المستوردة والساعية الى احتلال العراق وتجزئته، كمصطلحات الديمقراطية وغيرها دون وطنيتها ستؤدي الى التبعية، وقبول وصاية الأجنبي والرضوخ لنهب خيرات الوطن واستعباد الناس.
|