تلعب الأسرة دوراً هاماً في تكوين شخصية الطفل، فبإمكانها التأثير عليه بالسلب أو الإيجاب، ومن أكثر الاشياء التي يمكن ان تؤثر على شخصية الطفل وتجعله يفقد الثقة بنفسه، وينشأ حزيناً هي حدوث التفكك الأسري.
ولكن ما معنى التفكك الأسري؟
 التفكك الأسري هو غياب أحد افراد العائلة الأب أو الأم بالانفصال أو حتى الطلاق، كما أن التفكك الأسري يمكن أن يحدث أيضاً رغم تواجد كل أفراد العائلة في منزل واحد إلا أنه لا تجمعهم أي علاقة للمودة والرحمة، ولكن لا يوجد شيء بينهم سوى الخلافات والنزاعات.
 ولذا، يمكن تصنيف التفكك الأسري الى عدة أنواع، تفكك تكون فيه الأسرة محطمة في حالات الطلاق أو الموت لا حدّ الوالدين، وتفكك يحدث في الأسرة المتداعية أو حتى التفكك الذي يحدث في حالة كثرة النزاعات والمشاكل، ويسمى بتفكك العائلة المكسرة. 
 وبغض النظر عن نوع التفكك الحادث، فانه باختلاف درجته يؤثر على نفسية الطفل.
أعراض التفكك الأسري على نفسية الطفل:
عدم الانتماء للعائلة: يشعر الطفل وكأنه لا ينتمى الى عائلة، ويحدث له تبلد في المشاعر، فلا يتأثر بمرضهم او حزنهم، وهذا بالطبع ناتج عن قلة الأمان الذى منحه إياه والداه، فيتحول الطفل الى كتلة من العناد والعدوانية، وتتواجد لديه الرغبة الدائمة في التدمير والتخريب.
قلة الثقة بالنفس: يشعر الطفل بقلة الثقة بنفسه، وتصبح لديه حساسية مفرطة، يتحول الى كائن انطوائي ربما أناني لا يهتم سوى بذاته، لا يتحمل أى مسؤولية، دائماً ما يشعر بالدونية والنقص، ويحقد على الآخرين لظنه بأن الجميع أفضل منه، ويعيشون في ظروف أحسن، ومع والدين أحسن.
الاضطراب السلوكي: يصيب الطفل اضطراب عام في كل سلوكه، الانحراف يسيطر عليه، ويقوم بالعديد من الأعمال غير الأخلاقية، فأغلب الاولاد يتجهون الى السرقة، بينما الفتيات يتجهن الى فعل محرمات أخرى، يكره والديه بشده، ويتحول الى شخص بلا طموح، ولا يستطيع التخطيط من أجل مستقبله، وينخرط مع أصدقاء السوء. 
شعوره بالنبذ والاهمال داخل الأسرة:
 يشعر الطفل بأنه منبوذ، ولا يرغب أحد بالتعامل معه، يتدنى مستواه الدراسي، ويصبح فريسة سهلة لأي شخص يمكن أن يستغله. 
ولتفادي كل هذه المخاطر، على الوالدين:
 - السعي دائماً من أجل حل المشاكل، حتى لا يصل بهم الحال الى حدوث تفكك أسري، فأي خلافات تحدث بينهما يجب أن تحل بهدوء دون أن يراهم الأبناء أثناء الشجارات.
- اظهار الحب بين الزوجين أمام الأولاد حتى يشعروا بدفء أسرتهم، ويدركوا انهم يعيشون في حياة سعيدة، حتى ان وجدت خلافات بين الوالدين او اضطربات تؤدي الى الطلاق، يجب ان يحدث هذا بمنتهى الاحترام. 
- تظل هناك مراقبة للأبناء وتوجيههم الى الصواب والخطأ، وتشجيعهم على صلة الرحم، والحرص على استغلال طاقاتهم في أمور نافعة، وإبعادهم عن أصدقاء السوء.