رأيتها ترفرف باجنحتها الرمادية وهي تحلق بين قباب الطف الذهبية.
هديلها ترنيمة عشق لامتناهي وتراتيل آيات بينات،
بين الحرمين ، بقعة الاسرار وتربة الانوار،
بين اصوات المآذن، وصلوات الزائرين ، وتسبيحات الملائكة،
تبلل ريشها بانداء فجر كربلاء..
حينما انظر اليها وهي تحلق بين الحرمين اشعر بالاطمئنان والسكينة والامان…
تعلو وتهبط بكل وقار، تنقل رسائل العاشقين ، من قبة الكفيل الى قبة الحسين،
غطت سماء كربلاء، حيث زحام الملائكة المتوافدة،تروي لنا قصص الولاء والفداء والوفاء..
اشم من ريشها ريح دخان الخيام، واسمع من هديلها صوت صيحات الاطفال،ونداء العيال.ومن خفق اجنحتها صدى صليل السيوف ووقع حوافر الخيول ،
ومع تزاحم افكاري وشرود انظاري ، واذا بصوت كالنسبم يقتحم اسراري…. . ياايها الزائر الحائر ، سلام…
فدهشت لما سمعت هذا الكلام! وهل المتكلم من الانام؟!
-انا هو الحمام الذي يسمع حديثك وما يجول بخاطرك ،
نعم انا هنا بين الجنتين، اسمع حديث الزائرين وأنات الوالهين
ودعوات الموحدين ، انشر السلام واحكي ماجري على خير الانام… واكثر ما المني وادمع مقلتي وأفرى فؤادي ،سحق الخيول لجسد الامام،وقطع كفي الكفيل وضربه بالسهام،وآه ثم آه لحرق الخيام..
فكل وقت وحين احلق بين القبتين ، لانقل السلام والكلام من ساقي عطاشى كربلاء الى سيدي الحسين .
ومن همسات الوافدين انقل الاشواق والحنين ..
-وعليك السلام ايها الحمام… . اذن انت تسمع مايجول في خلجات النفوس… و همسات القلوب وهمهمات الروح.
فيا ايها الطائر الامين، المحلق بين الحرمين ،انقل رسالتي الى سيدي ابي الفضل العباس ومولاي ابي عبد الله الحسين وابلغهم بعدالتحية و السلام والحنين..
سادتي قد ضافت صدورنا وطفح الكيل منا، فقد زاد الظلم والجور والفساد وعمت الفوضى في البلاد، وانتشر الوباء وانتم باب الرجاء، فبحقكم عند الرب الغفور وبحق الضلع المكسور وقطع الكفوف والنحور،نرجوالنجاة من البلاء والتعجيل بالظهور….
وبعد طول الكلام
لك مني الف سلام وسلام يا ايها الحمام…..
|