لمّ تَحظَ طفلةٌ بمّاَ حضتْ بهِ الزهراء (عليه السلام)
حينَ ولادتها مِن رعايةٍ وأهتمام ، في عصرٍ كانَ فيه الأبُ يَخمدُ أنفاسَ الأنثى بؤدهاَ لأنّها أنثى ، وأخر يُعاملهاَ بِمنتهى القسوة، أماَ فاطمة (عليه السلام) عاشتْ في أجواءٍ مختلفة يَسودهاَ الحبُ والحنان، في ظلالِ أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبينَ أحضانِ أمها الطاهرة خديجة (رضوان الله عليها) ، وإنّ كانت (سلام الله عليها) تستحقُ هذا لمنزلتها العظيمة عندالله تعالى ومقامها السامي، إلّا أنّ علاقة النبي (صلى الله عليه وآله) بفاطمة (عليها السلام) في ذلك الوقت كانت مُلفتة للنظرِ وبلأخص عند المقربينَ منّها حّتى كانت أحدى زوجاته (صلى الله عليه وآله)
تغارُ منهّا بشّدة ، ومع هذا كلهُ لم يتغير ذلك الأهتمام او يقل ببضعتهِ الطاهره، بل زدادُحباً لها وتعلقاً بها حتّى بعد زواجها بأميرالمؤمنينَ عليه السلام.
وإنجابها الحسن والحسين ، وبنتيها زينب وأم كلثوم ، -سلام الله عليهم أجمعين-
واستمرت هذه العلاقة، إلى أخرِ لحظةٍ من حياتهِ الشريفة. لتصبح مَضرَبا للأمثالِ
وخير قدوة لتعامل أب مع بنته على مرالزمان
وذلك مِن خلالِ الأحاديث الكثيرة التي ذكرت لنّا كيفَ كانَ (صلوات الله عليه وعلى آله) يتعامل معهاَ بحبٍ وحنان، إلى درجة كانَ في أسفارهِ أخر إنسان يُودعهُ فاطمة وأول إنسان يلتقي بهِ فاطمة (عليه السلام) ومِن هذه الاحاديث:
أنه (صلوات الله عليه) ذاتَ يوم أخذَ بيدها (سلام الله عليها) وقال: أمامَ حشداً من المسلمين (من عرفَ هذه فقد عرفهاَ ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة منّي، وهي قلبي، وهي روحي التي بينَ جنبي من اذاهاَ فَقد أذاني ومن أذاني فَقَد أذى الله تعالى) (١)
.وعنه أيضا (فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري...) (٢)
ومن هذا نفهم أنّ الزهراء (عليها السلام) لم تكن متميزة بصفاتها وكمالاتها عن سائر النساء فقط، بل أنّها تميزة بعلاقةِ أبيها معهاَ بالماضي والحاضر لأنّها علاقةٌ مِن نوعِ أخر.
____________________
(١) كتاب فاطمة من المهد إلى الحد ص/٢ .للسيد كاظم القريشي
(٢)/فرائد الصمطين ، ٦٦/٢
|