مدير تحرير مجلة التاريخ والحضارة

أردت أن أكتب عن أحد قامات العلم في علم التاريخ وعلم الأنساب؛ لما قدمه من كنوز معرفية عديدة وهو أستاذ التاريخ الإسلامي، وعالم من علماء الأنساب في العراق والوطن العربي، أستاذنا الكبير العلامة شيخ المؤرخين الأستاذ الدكتور محمد جاسم حمادي المشهداني الحسيني الهاشمي القريشي رئيس الهيئة العربية لكتابة تاريخ الأنساب، ورئيس المجمع العلمي للسادة الأشراف، ورئيس اتحاد المؤرخين العرب وعميد معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا المؤرخ، والأديب، والمحقق، من أعلام الثقافة والأدب والتاريخ والأنساب، والذي يستحق بحق لقب (شيخ المؤرخين) و(نسابة السادة المشاهدة)؛ لما قدمه من جهد علمي، وبحث عملاق في توثيق لتاريخ الأمة ورجالاتها وعوائلها، ولما تركه من كنوز معرفية عديدة أَثرت مؤلفاته النافعة المكتبة التاريخية العربية والنسبية، وتخرج على يديه الكريمتين مجموعة كبيرة من العلماء والباحثين وطلاب العلم في مجال التاريخ والأنساب، الذين تقلد أغلبهم المناصب الرفعية والجليلة في مختلف ميادين الحياه، وما قدمه من جهد علمي كبير ساهم في إغناء المكتبة النسبية والتراث الإسلامية.

وأنا ألتمس من يده الكريمة العلم والمعرفة في علم الأنساب، وتحقيق المخطوطات النسبية وتحقيق عمود النسب وكانت لمؤلفاته الأثر الكبير لمريديه ومحبيه ومطالعيه وطلابه فأستاذنا السيد محمد المشهداني الحسيني موسوعة علمية منتجة ألقى محاضراته في الجامعات العراقية وفي الندوات والمؤتمرات الداخلية والخارجية على مستوى العراق والوطن العربي وأوروبا، والمطلع على مؤلفاته النسبية يجد أنه غاص في اعماق البحار، ليخرج شيئاً من الدر والجواهر الثمينة لنا كاشفا عن معدن نفيس من علوم العرب بمنهج علمي مترابط بين المنهج التاريخي للقدماء ومنهجه الفكري قائم على الربط بين المنهج الاستدلالي أو الاستنباطي والمزج بين الأسلوبين للوصول إلى الحقيقة والمعرفة التاريخية والنسبية بصورة دقيقة لتدقيق الأنساب، وهذا الأسلوب لا يقدر عليه إلا من أوتي علما ودراية بعلوم أخرى وفتح الله له فقد برع أستاذنا الجليل بهذا العلم الجليل بالإضافة الى معرفة بعلوم أخرى أغدق ثمرة هذا العطاء لكل محبيه وطلابه ومتبعيه فإنه الودود المحب للجميع ناصحاً عرفته عصاميا صلبا مثابراً قادراُ الى ان يوصلك إلى شاطئ البر والأمان.

من توجيهاته وملاحظاته وآرائه ومؤلفاته المنهجية أسهم في إثراء خبراتي العلمية والعملية في مجالي تحقيق المخطوطات وعلم الانساب وبلغت مؤلفاته أكثر من 82 مؤلفاً في مجال التاريخ والأنساب أما البحوث في مجال الأنساب أكثر من 76 بحثاً، ولعل المطلع على المؤلفات النسبية تحديدا لأستاذنا الكبير السيد الأستاذ الدكتور محمد جاسم المشهداني الحسيني يجد أن بعضها كبيرة جزءان وثلاثة أجزاء وأذكر هنا على سبيل المثال ما أنا مقتنيه في مكتبتي من مؤلفاته التي أعتز بها في مجال الأنساب لأنه اختصاصي وأذكر هنا:

1. عشيرة السادة المشاهدة تسميتها نسبها أفخاذها.

2. موارد البلاذري عن الأسرة الأموية في أنساب الأشراف.

3. الأنساب العربية ودورها في تدوين تاريخ الأمة.

4. منهج البحث في التاريخ الإسلامي.

5. عشيرة السادة النوافلة في الأردن وفلسطين.

6. علم الأنساب وأثرة في التدوين التاريخي.

7. أبرز كتب الأنساب وتنظيمها دراسة تاريخية.

8. نسب السادة العلويين في مندلي دراسة تاريخية.

9. عشيرة الغرير تسميتها نسبها أفخاذها.

10. المنهج النقدي للرواية التاريخية والنسبية.

11. عشيرة السادة المشاهدة في المخطوطات والمصادر والوثائق والمراجع التاريخية والنسبية.

12. منهج تحقيق عمود النسب.

13. المنهج العلمي لتوثيق الأنساب.

14. تحقيق المخطوطات النسبية.

15. مفهوم الهوية العربية عند النسابين.

16. نسب بني هاشم من خلال كتاب جمهرة النسب لابن الكلبي.

17. نظرات منهجية في تحقيق عمود النسب الشريف.

18. نسب قضاعة عند الهمداني.

19. مواصفات وواجبات نقيب السادة الأشراف.

فأنت والله أيها المشهداني، يا سلالة الدوحة المحمدية، أقولها بصدق: ستبقى منهلا للعلم وتلاميذك يغترفون من حواراتك وأفكارك وندواتك ومؤلفاتك وبحوثك الشيء الكثير ولا اقوال الا ان مثل هؤلاء الرجال الجادين في حياتهم والمخلصين لرسالتهم، يستحقون منا جميعا وقفات تأمل لإعادة قراءة مسيرتهم العلمية وخدماتهم الجليلة التي يقدمونها لمجتمعهم ووطنهم وللأمتين العربية والإسلامية أن نكتب عنهم بكل فخر واعتزاز، وشرف لنا أن نكتب على هذه القامات الكبيرة.