في تعليق على زيارة بابا الفتيكان للسيد السيستاني، سأتناول نقطة ربما لم تثر دهشة الإعلام، ألا وهي الوضع. المعيشي للسيد السيستاني وزهده.
هذا العالم الكبير، الذي يقول كلمة فيسمعها من في أقاصي الأرض، يعيش في بيت متواضع جدا، يقع في زاروب في إحدى حارات النجف العتيقة.
يجلس السيد على أريكة متواضعة، وعلى مثلها أجلس ضيوفه، وحتما قام بذلك للمناسبة، فهو يجلس عادة، كما كبار العلماء الشيعة على طراحة على الأرض. حياة الزهد هذه، لاتقتصر على المرجع السيستاني فقط، إنما شاهدنا بأم عيننا المنزل المتواضع الذي عاش فيه الخميني، وكان يطل من نافذة غرفته على الجماهير المحتشدة، وكذلك الامر بالنسبة للإمام الخامنئي. ويمتد، المشهد ليشمل، مع بعض التعديل علماء لبنان الشيعة الحقيقيين، وإن كان بعضهم قد حسّن من مظهر معيشته، لكي يتماشى مع مظاهر الترف اللبنانية.
،المسألة هنا ليست توصيفية بل بل هي أساسية. لا بد أن البابا الذي يعيش في قلعة الفاتيكان، وهو للأمانة إنسان متواضع كما يظهر، سيدهشه المشهد، وسيقارن، ويأخذ العبر. أما من لن يدهشهم المشهد، فهم رجال الدين الذين يعيشون في صروح، ويقام لهم التبجيل، وينظّرون في السياسة، وتتجمهر حولهم المجموعات المستعدة للإثارة طائفياأو مذهبيا.
إن علماء دين كالسيستاني، يستحقون أن يكونوا موضع احترام وطاعة، لأن ما يقولونه سيكون ناتجا عن تأمل وخبرة وحكمة وإيمان.
لقد أكد السيستاني في بيانه ما نقوله، وهو قول الحق كما ينبغي قوله، وبيّن لبابا الفتيكان الزائر الجليل، ومن خلاله للعام أجمع، أن ما يحصل ضد شعوب منطقتنا هو جرائم بكل معنى الكلمة، من اغتيالات، وافتعال حروب، ونهب ثروات، وامتهان لقيمة الإنسان وسيادة الشعوب والأوطان.
في النهاية إن معيار الإنسان هو
التقوى ومخافة الله، فإذا اشترك البابا مع المرجع السيستاني بذلك، يكون الإثنان من نفس الايمان والمذهب والطائفة والدين.
|