كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ؟
(محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء؟!
مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُری لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء؟ لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء؟
الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب عوالم الأمنيات، حتی التفتَ اليّ مبتسما ثم قال:
ـ يا جابر
ـ لبيك يارسول الله
ـ سيمدُّ الله في عمرك حتی تری ولدا من ولدي هذا!
ـ وماذا بعد يارسول الله؟
ـ اسمه" محمد" شمائله شمائلي، يبقر العلم بقرًا،فإذا رأيته، فأقرئه مني السلام!
واعلم أنك مغادر بعد لقائه بقليل!
هكذا ياسيدي الباقرـ بأبي وأمي أنتَ ـ مازلت أتذكر التفاصيل كلها، وهذا السلام قد أوصلته إليك من أبيك.
ونهض "جابر" ليلملم بقية أيامه، ومازال يمشي بين الناس ويقول:" أيها الناس، علّموا أولادكم حبَّ عليّ..."
مازال يلهج بحبّهم حتی ضحك الموعدُ وحان اللقاء!
|