أَرْجُوك لَا تتكلمي
يَا زُهْرَة النّوّار
فَالْيَوْم تَبْدَأ قِصَّتِي
وبداية المشوار
وَالْيَوْم أَوَّل مُوَلّدِي
وَهُنَا بُزُوغ نَهَارِي
لَا أُذْكَرُ التَّارِيخ
لَا أَعْرِفُ دولتي
فبيني وَبَيْن التَّارِيخ
أَلْفَ أَلْفِ سَتّار
وَالْيَوْم أَوَّلِ سَطْرٍ
يَكْتُبُ فِي ميلادنا
فَلَقَد محوت كُلّ
الْمَاضِي مِنْ أفكاري
وأصدرت أمراً أَن
تَطُوف جَوَارِحِي
لِتَرَى الْعُيُون
دَائِمًا بِجِوَارِي
وَدِّعِينِي أبْحَث فِي
خَرَائِط عشقنا
عَن موطني . . .
عَنْ نَفْسِي فِي أشعاري
أَرْجُوك لَا تتكلمي
وتبسمي فالثغر مِلْكِي
وَأَنْتَ مِنْ أسراري
وَالْعِشْق ثَائِرٌ دَاخِلِيّ
لَو قَسّمُوه لفاض كَالْأَنْهَار
أَوْ كُلَّمَا أَبْحَرَت عَكْس شواطئك
وُجِدَت إنِّي لَيْسَ هَذَا مساري
وَاجِدٌ اَلْحَنِين إلَيْك يَشُدُّنِي
لتدور أَقْمَارِك بِنَفْس مَدارِي
لَوْ غَابَ طيفك أُبْدِلَت قصائدي
وَبَكَت حروفي غَيْث كالأمطار
كَيْف اعْتِدَال فِي جُنُونِ مَحَبَّتِك
وغَدًا التَّطَرُّفُ فِي هَوَاك قراري
أَسْقَطَت كُلّ حُصُونِ مدينتي
وَغَدَوْت كَالْقَصْر بِلَا أَسْوار
وغزوت أَرْكَانِي بِمَحْض إرادتي
كَمَا احْتِلال . . . بِجَيْش تتار
أَرْجُوك لَا تتكلمي
يَا زُهْرَة النّوّار
فَأَنَا بصمتك أَهْتَدِي
وَأَنَا أُدِير حَوَارِيّ
|