• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إحراقُ بيت عليٍّ وفاطمة.. على الجُهَّال أن يصمتوا!   سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى .
                          • الكاتب : الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي .

إحراقُ بيت عليٍّ وفاطمة.. على الجُهَّال أن يصمتوا!   سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى

 بسم الله الرحمن الرحيم
 
ثبت بحكم السُنَّة أن عِصيان أمير المؤمنين عليه السلام هو عصيانٌ لله تعالى وللرسول (ص): (وَمَنْ عَصَى عَلِيّاً فَقَدْ عَصَانِي) هذه الصغرى.
 
أما الكبرى: ﴿وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً﴾ (الأحزاب36).
 
فمعصية عليٍّ عليه السلام تجعل العاصي ضالاً، وليس الحديث عن مطلق الضلال، بل عن ضلالٍ خاصٍّ هو الضلال المبين.
 
فتكون النتيجة أن من يعصِ علياً يدخل في الضالين، ونص القرآن الكريم: ﴿غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (الفاتحة7).
 
أثرٌ آخر: الكبرى فيه: ﴿وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً﴾ (الجن23).
شِدَّةُ الأمر وخطورته بهذا الحد..
هذا من الكتاب، أما من السنة: وَمَنْ عَصَى عَلِيّاً فَقَدْ عَصَانِي.
 
فَضَمُّ هذه الصغرى لتلك الكبرى بالقياس من الشكل الأول ينتج أن معصية علي بن أبي طالب عليه السلام معصية الرسول (ص)، ومعصية الرسول (ص) معصية الله، ونَصُّ القرآن يدلُّ على أنّ من يعص الله والرسول فجزاؤه نار جهنم، وأي نار تلك؟ نارٌ مع الخلود الأبدي.
إنّ دَركَ الأبديّة مُحَيِّرٌ للعقول، حيث لا تناهي.. وعصيان عليٍّ على هذا الحدّ من الشدّة.
هذه الصغرى والكبرى، وهذا الكتاب وهذه السنة.
 
إنّ الطَّرَفَ المقابل والمخاطَبَ في هذا البحث هم: الفخر الرازي.. شمس الدين الذهبي.. فما هو الجواب؟
ثم تصل النوبة إلى لفظ (وَمَنْ) في الحديث، فما حدود عموم كلمة (مَن)؟
 
(مَنْ) تَعُمُّ كلّ ذوي العقول، ولا أحد قابل للاستثناء، فتكون النتيجة أنه يجب على أي أحد آمن بالله والنبي (ص) أن يُسَلِّم مقابل أمر ونهي عليٍّ عليه السلام، وكلُّ من يتخلّف يَدخل في كلمة (مَنْ) دون استثناء.
هل من يتخلَّف داخلٌ فيها أم لا؟
إن لم يكن داخلاً فليس مخاطباً، وإن كان داخلاً فجزاؤه جهنم خالداً فيها.
 
والسؤال الأخير الآن: للفخر الرازي والبخاري ومسلم والحاكم والذهبي هو:
 
هل في إحراق بيت علي عليه السلام معصية لعلي عليه السلام أم لا ؟
 
إذا كان معصيةً، وإحراقهم غير قابل للإنكار من المتقدمين إلى المتأخرين، ومن الأولين إلى الآخرين، فقد تفحّصنا فوجدناهم كلهم قد اعترفوا، وكان مِن  كلامه بحسبهم كلهم: سأحرق الدار إن لم يخرج علي، قالوا: في الدار فاطمة: قال: وإن! ساحرق الدار بمن فيها حتى فاطمة!!
 
فهل هذه معصيةٌ لعلي عليه السلام أم لا؟ ومعصيته معصية الله والرسول أم لا؟
 
هذه حجة الله على كل المذاهب الأربعة، وكل من كان عنده جوابٌ فنحن حاضرون.
 
وهل كان معاويةُ مطيعاً لعليٍّ أم عاصياً له؟
لا منزلة بين النفي والإثبات.
إذا كان عاصياً فجزاؤه جهنم خالداً فيها.
 
ارجعوا لما جاء بنصّ صحيح البخاري، وليس عندهم أصح من البخاري، ارجعوا وانظروا عندما قالت لهم الزهراء آذيتموني ولن أتجاوز عنكم..
 
هذا متن صحيح البخاري: فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ (صحيح البخاري ج4 ص42).
 
هل هذه معصيةٌ لعليٍّ عليه السلام أم لا؟
 
إن كانت معصيةً له عليه السلام فمعصيته معصية الله ومعصية الرسول، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة63).
 
ولا يقولَنَّ قائلٌ أنّ هذه الكلمات مُضِرَّةٌ بالوحدة!
 
على الجُهَّال أن يصمتوا، هذا محلُّ بُرهانٍ ومنطِق، وليسّ محلّ تَعَصُّب.

نحن نعلن لأصحاب المذاهب الأربعة أنهم إن أجابوا على هذا البحث فنحن نُسَلِّمُ لهم.
ونتيجة هذا البحث المنطقي المتكوّن من الكتاب والسنة الصحيحة: أنّ مَن فعل ما فعل في الجَمَل كان في فعله معصية أم لا؟
إذا كانت معصيةً فما هي نتيجة ضم الكتاب والسنة؟
هذه الصغرى وهذه الكبرى وهذه النتيجة.
 
والحمد لله رب العالمين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151672
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19