• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : “LA MANO DE FÁTIMA” .
                          • الكاتب : محمد خضير حسين .

“LA MANO DE FÁTIMA”

بحث مقدم من الباحثة الاسبانية NOELIA SILVA SANTA-CRUZ وهي طالبة من جامعة COMPLUTENSE في مدريد وهي الجامعة رقم (1) في إسبانيا، البحث يتعلق برمز "يد فاطمة" أو رمز "الخمسة" وهو عبارة عن ثفافة عامة في كل العالم تقريباً وهو طلسم أو حرز اليد الذي يستخدم بالدرجة الاولى للحماية من الحسد.

تبدأ الباحثة دراستها عن الموضوع بالتعريف عن المكانة الكبيرة لهذا الرمز عند المسلمين بأنه حماية فائقة من العين وإنه خلال فترة العصور الوسطى تم إستخدامه في أسوار أو واجهات البيوت أو مقابض الابواب لطرد الارواح الشريرة.

وتتحدث هنا عن مكانته عند الشيعة فيما يتعلق بالعناية الالهية، الكرم والضيافة، القوة والسلطان وكذلك طرد الارواح الشريرة المسببة للامراض والمصائب وأن هذا الرمز هو موجود أصلاً في الفترة ماقبل الاسلام وقد تم إعتمادها كذلك في الثقافة والدين الاسلامي.

وتتطرق كذلك الى أن الحسد هو إعتقاد سائد يرجع جذوره الى فترة قدماء المصريين والرومان وقد تم نقله في فترة العصور الوسطى الى العالمين الاسلامي والمسيحي.

تقول كذلك بأن التأثير الفعال لهذا الرمز هو مرتبط بالقوة السحرية للرقم خمسة الذي يعادل حروف لفظ الجلالة "الله" أو “ALLAH” وتشير كذلك الى أن إعتقاد الطائفة السنية بأن الموضوع يتعلق بأركان الاسلام الخمسة التي هي الشهادة، الصلاة، الزكاة، الصوم والحج بينما بالنسبة للطائفة الشيعية فالامر يتعلق بالخمسة أفراد المقدسين وهم عائلة الرسول وهم (محمد، علي، فاطمة، حسن، حسين). وطبعاً تعلق هي مع ذكر مصدر بأن الموضوع يبدو وكأن كلا الطرفين قام بعملية أسلمة عقيدة ذات جذور بربرية، "طبعاً البربر هم سكان مناطق شمال أفريقيا قبل مجئ الاسلام".

هنا أنا عندي تعليق بأن الدين الاسلامي، حسب إعتقاد المسلمين وحسب ماجاء في القرأن الكريم، لم يكن موجوداً فقط بعد بعثة الرسول (ص) وإنما كان موجوداً قبل كل الاديان وقبل كل الحضارات والدليل على ذلك أن كل الانبياء، حسب القرأن الكريم، إبتداءاً من نبي الله آدم تمنوا على الله بأن يتوفاهم مسلمين، وكذلك الاعتقاد عند الشيعة بأن أصحاب الكساء الخمسة هم مخلوقون قبل نبي الله آدم بألف عام وأن أسماؤهم منقوشة على سرادق العرش. لكن الباحثة يبدو أنها لم تبحث بصورة مستفيضة عن أصل عقائد المسلمين بالنسبة للدين الاسلامي والرموز الدينية.

تستمر الباحثة وتقول بأن كثيراً من الدراسات الحديثة تؤيد فكرة علاقة الموضوع الوثيقة بفاطمة الزهراء Fátima al-Zahra (632–606), hija predilecta“ de Mahoma, a la que acabamos de referirnos como pariente destacada del Profeta”

تقول هنا بأنها البنت المفضّلة لمحمد وأحد أفراد العائلة المميزين بالنسبة للرسول.

هنا تقول بأنه لايوجد مصدر موثق عن حياة فاطمة يذكر علاقتها بالموضوع، على الرغم من أن كثيراً من الروايات اللاحقة المتعلقة بها تشير بصورة واضحة الى فاطمة الزهراء بأنها كانت تمتلك شخصية ذا طابع أمومة وملاذ آمن وبذلك من الممكن أن يكون لها علاقة بطلسم اليد وذلك لأن هذا الطلسم كان مرتبطاً دائماً بتحقيق أمنيات وقائية.

تعلق الباحثة هنا وتقول بأن فاطمة تكتسب في الاسلام دوراً مميزاً كامرأة مقدسة وبنت وأم وزوجة مثالية وبذلك كانت ومازالت تمتلك مقارنة وتشابه كبير مع شخصية مريم العذراء حسب الديانة المسيحية.

تعود الباحثة لتذكر بأنه لاتوجد أدلة نصيّة أو مصادر مكتوبة تدل على أصل رمز "يد فاطمة" وتذكر هنا ثلاثة روايات يمكن أن تكون ذات صلة وسوف أذكر لكم هنا واحدة من هذه الروايات التي أسمعها وأقرأها دائماً.

تقول الرواية بأنه في إحدى الليالي بينما كانت بنت الرسول تحضر طعام العشاء، رجع زوجها علي الى الدار ومعه "امرأة يعرفها مسبقاً"، عندما رأتها فاطمة "الغيورة"، رجعت الى المطبخ غاضبة فقامت بإدخال يدها في قدر الطعام المغلي الذي كانت تحضره، وبسبب جرحها وحزنها فإنها لم تحس بألم اليد. ومنذ تلك اللحظة فإن "يد فاطمة" أصبحت عند المسلمين رمزاً للصبر والوفاء، الحظ السعيد، التوفيق والحصانة من المصائب.

تعليقاً على هذه الرواية التي لاتستحق التعليق والتي هدفها هو التقليل من مكانة أهل البيت عليهم السلام في الاسلام وإبعاد الناس عن المعنى الحقيقي لرمزية حرز "يد فاطمة"، وهذا يقودنا الى الجواب على تكرار ذكر الباحثة بأنه لاتوجد مصادر موثقة على أصل هذه التسمية وذلك لأن هذه المصادر يبدو وأنها قد تم إتلافها من أجل التعتيم على الموضوع.

تستمر الباحثة بالحديث عن علامات الظهور الاولى لهذا الرمز وتقول بأن رمز "الخمسة" هي صفة تنفرد بها التقاليد الاسلامية، على الرغم من أن المعنى العام هو يكتسب طابع عالمي ضارباً في القدم الى أسلاف خلت كما هو الحال في رسوم الكهوف في العصر الحجري القديم الواقعة في شمال إسبانيا والتي تؤكد بأن رمزية اليد تعود الى طقوس وعبادات لفترة ماقبل الاسلام.

وكذالك الحال بالنسبة لرمزية أو طلسم "يد عشتار" التي إستخدمها السومريون والاكديون في حضارة وادي الرافدين ضد الامراض.

وكذلك يبدو أن هناك أرتباط وثيق بين رمزية "يد فاطمة" مع طلسم "يد بانتيا" أو "يد جميع الالهة" وهو عبارة عن طلسم تم إستخدامه بواسطة قدماء المصريين.

وكذلك الحال بالنسبة لقرطاجة عندما تم إستخدام "يد الاله الاعلى تانيت" للحماية من الحسد بالاضافة الى ثقافة الكنعانيين والقرطاجيين الذين إستخدموا رمزية "يد بعل" لنفس الغرض. وكذلك "يد فينوس أو أفروديت" التي أستخدمها الرومان وحتى "يد بوذا" التي إستخدمها البوذيون والهندوس من أجل الوقاية والفائدة.

تضيف الباحثة بأن عملية إنتشار رمز "يد فاطمة" كانت قد بدأت في الممالك الاسبانية مع بداية العصر الوسيط في القرن الخامس عشر حيث كانت هناك مجموعة من الحُلي والقلائد تسمى gumças كان يتم تعليقها على بدلات الاطفال من أجل حمايتهم ويبدو أن المصطلح كان قد تم إشتقاقه من الكلمة العربية Khamsa. وكذلك بالنسبة لليد الحافظة من الضرر "يد فاطمة" حيث كان يتم إستخدامها في أعمدة أو صلبان التعميد الكنائسي.

وتستمر الباحثة بالاشارة الى أن هناك مثال إستثنائي حول عملية الانتشار الواسع لهذا الرمز الاسلامي داخل الاراضي المسيحية حيث أن في سنة 1526 كانت هناك إجتماع للجنة من الاساقفة تم تشكيلها من قبل الامبراطور كارلوس الخامس من أجل إتخاذ قرار بحق عادات المسلمين الموريسكيين (Moriscos) (وهم الذين إعتنقوا الديانة المسيحية من خلال ضغط محاكم التفتيش الاسبانية بعد عملية إسترداد الاندلس من أيدي المسلمين في سنة 1492)، حيث إتخذت هذه اللجنة قراراً بمنع إستخدام هذا الرمز الاسلامي وإستبداله بالصليب أو ميداليات تحمل صور شخصيات مسيحية مقدسة.

بعد ذلك، أي في سنة 1586 قام أحد الاباطرة بوصف المسلمين بأولاد الشيطان، حيث قال بأنهم يحملون معهم ميداليات منقوش عليها صورة مفتاح ويد وهذا يعني بالنسبة لهم جبروت أو قوة الخالق (الله).

إمبراطور أخر صرح في سنة 1607 بأن رموز الايادي التي يحملها الموريسكيون الغرناطيون معهم هي عبارة عن إشارة لتعاليم النبي محمد.

تشير الباحثة الى أن المسيحيين السوريون والاوربيون إستخدموا رمزاً مشابهاً ليد فاطمة كان معروفاً بأسم "يد مريم" “La mano de María” الغرض منه كان كذلك من أجل حماية النساء من الحسد، زيادة القدرة على الانجاب، التمتع بفترة حمل صحي وإرضاع جيد، زيادة قوة الضعفاء من الحوامل والاطفال الرضع.

وتضيف كذلك انه من خلال التواصل مع الدين الاسلامي فإن إستخدام رمز "يد فاطمة" قد أصبح مشهوراً أيظاً داخل المجتمع اليهودي الذي كان يسمى (Sefardíes) أو السفارديم، (وهم اليهود الذين كانوا يعيشون في الاندلس إبان حكم المسلمين). وإنتقل إستخدام رمز اليد الى مناطق شمال أفريقيا والى الشرق الاوسط يعني الى القدس بسب وجود اليهود في هذه المناطق بعدما تم إسترداد الاندلس وطردهم منها، وتقول الباحثة بأن اليهود يسمون هذا الرمز ب"يد مريم" “La mano de Miriam” للتذكير بمريم التوراتية أخت موسى وهارون.

أنا عندي تعليق هنا وهو أن القرأن الكريم يشير الى مريم العذراء بأنها هي أخت هارون أي من سلالة هارون كما جاء في سورة مريم "يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا" (28). فهل كان لهارون وموسى أخت إسمها مريم؟

من الجدير بالذكر بأن رمز "يد فاطمة" الموجود في أعلى بوابة العدالة وهي إحدى بوابات قصر الحمراء في غرناطة، كانت قد تم نقشها سنة 1348 في عهد يوسف الاول (1354-1333) وهو أحد سلاطين بنو نصر (Los Nazaríes) أخر سلالة حكمت مملكة غرناطة من حكام الطوائف.

قصر الحمراء هو كان أخر معاقل المسلمين في الاندلس قبل الجلاء النهائي عام 1492. وهو عبارة عن حصن ومجموعة قصور وحدائق في الداخل تُعرف بإسم حدائق جنة العريف (Generalife) وأسوار عالية جداً ومحصنة جداً بأبراج دفاعية عالية ونظام حراسات ذو ترتيب عالي المستوى.

من الجدير بالذكر أيظاً أن الموريسكيين كانوا يعيشون هنا في غرناطة في حي البيّازين أو الصقّارين (مربي الصقور) (Albaicín) يقابله في الجهة المقابلة مباشرة حي (El Realejo) وهو حي يهود السفارديم.

تجدر الاشارة الى أن الامبراطور كارلوس الخامس هو حفيد الملكة إيزابيل التي قامت مع زوجها الملك فرناندو بحملة إسترجاع الاندلس من أيدي المسلمين.

https://www.ucm.es/data/cont/docs/621-2013-12-14-04.%20Mano%20de%20F%C3%A1tima.pdf




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151259
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13