• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تُهَم الظلم بزجّ المرجعية في قضية زَم..  .

تُهَم الظلم بزجّ المرجعية في قضية زَم.. 

المقتفي سيرةَ وتاريخ المؤسّسة الدينية الشيعية يلمس بوضوح محورية المراجع العظام وقدرة تأثيرهم الكبيرة في نفوس الأنام بكلّ حبٍّ وطاعةٍ واحترام ؛ لأنّهم صانوا النفس عن الرذائل وحافظوا على قيم الدِّين من الاندراس والتحريف والمفاسد وخالفوا الرغبة والهوى وأطاعوا أمر المولى ، بأتمّ الخلوص والإيمان والتقوى ، فجاءت رؤاهم وفتاواهم وأعمالهم وآثارهم فيّاضةً بالمعرفة والحكمة والدراية .
ولعلّ من أهمّ المسائل التي لا تغيب عن ذهن وإحساس ووجدان كلّ مرجعٍ وفقيهٍ جامعٍ للشرائط : مسألة حفظ النفس المحترمة ، والناس الذين يأخذون معالِم دينهم من المراجع العظام نوّاب وليّ الله الأعظم أرواحنا فداه إنّما تعلّموا منهم من ضمن ماتعلّموه : أهمّية الرفق بالحيوان ، حيث الأحكام الخاصّة به مدوّنة في أبواب الفقه ، فكيف وحفظ النفس الإنسانية المحترمة فوق كل الأولويات؟!  بل من كعبة الله المتعال هي أهمّ وأرقى . 
وعلى ذات المنوال جدّ الخُطى مراجعُ الدين العظام منذ بدء المهامّ إلى هذا الزمان ، دون أن يتردّدوا لحظةً واحدةً في الوقوف ضدّ كلّ ما من شأنه التفريط بالنفس الإنسانية المحترمة . وأبوابُ الفقه من القضاء والشهادات إلى القصاص و الحدود والديات وغيرها ، بفصولها وبحوثها ومسائلها وفروعها ، منعقدةٌ من أجل هيكلة وتدوين وإجراء أحكام حفظ النفس الإنسانية بما يتّفق وقوانين العدل الإلهية؛ فما أسمى أن تتجلّى أهمّية حفظ النفس المحترمة حينما يُدرأ الحدُّ بالشبهة ، إلى ذلك من القواعد الفقهية المختصّة .
وطبق المبنى الفقهي الإسلاميّ الشيعي الإجماعي سارت وتسير مرجعية السيد السيستاني بلا أدنى تراجعٍ ومساومات ، أو منافع ومهاترات ، أو مطامع ومزايدات ، ولطالما أعربت عبر بياناتها مباشرةً أو من خلال وكلائها الرسميّين عن مواقفها الشفّافة في هذا الإطار  وما سواه ، بالنُّصح تارةً أو النقد والامتعاض والعتب والانزجار ، على أعلى المستويات ، أنّى استدعت الضرورة إلى ذلك بكلّ حزم وعزم دون أن يأخذها في الله تحبيطٌ أو لَوْم .
هذا على وجه العموم ، أمّا على وجه الخصوص : فالمراقِب المنصف قد لاحظ بوضوح المتابعات الجادّة لمكتبه - مُدّ ظلّه - بمدينة قم في ما يتعلّق بقضية روح الله زمّ ؛ حيث بُذلت قصارى الجهود وبالغ المساعي على أرقى المستويات بتكليفٍ من شخص سماحة المرجع دام بقاؤه لوكيله العامّ المتميّز بحفظ التوازنات والتدبير والاستقطاب والنفوذ الواسع النطاق .. وكما ورد في بيان مكتب السيد السيستاني الصادر بهذا الشأن : فقد انعقدت جلساتٌ رفيعة المستوى مع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية لغرض تبادل وجهات النظر بخصوص القضية المذكورة ، مطالبةً - أي المرجعية - بموقفٍ رسميٍّ إيراني ينفي أيّ دورٍ لها فيها ، واقترحت التريّث ودراسة الأُمور بعمق ودقّة وبُعد نظر قبل إصدار الحكم بهذا الصدد ؛ ذلك لدرء الفتنة وتطويق الأزمة وإبطال حجج المتصيّدين في المياه العكرة . لكنّ الوتيرة تسارعت حيثما ارتأت الجمهورية الإسلامية من خيارٍ ومصلحة . 
 إنّ المرجعية الدينية إذ أكّدت وتؤكّد شجبها واستنكارها استغلالَ اسمها وزجّها في ما لايعنيها فهي بلا شكّ أجلّ وأرقى من أن تساوم على القيم الأخلاقية والأحكام الشرعية والمبادىء الإنسانية النبيلة ، أو أن تنساق إلى منازعاتٍ لادخل لها بها ، أو أن تقع وسط مناكفات ليست طرفاً فيها و لاتتناغم مع مبناها الفقهيّ المعهود ، بل وتشغلها عن أداء وظائفها ومرامها المقصود .  
أمّا تُهَم الظلم والخداع والنفاق وطبول الحقد الخاوية الخرقاء وتخرّصات الدُّهماء وتعجّل بعض الأصدقاء دون أدنى تأنٍّ وتأمّلات فلن تغيّر من أصل الحقيقة الوضّاءة قيد أنملة ، حيث الزوبعة الآفلة لن تثني المرجعية المباركة عن السير قدماً وفق ما يقتضيه تكليف ربّ العباد في رعاية شؤون الأُمّة والبلاد.



لكاتبها .....




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151026
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 12 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18