• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفترة الزمنية الحرجة .
                          • الكاتب : الشيخ مظفر علي الركابي .

الفترة الزمنية الحرجة

نعيش أمام ثلاثة مراحل : 

المرحلة الأولى : مرحلة التطبيع 

التطبيع مع من ؟ وكيف وصلنا إلى هذه الحالة ؟

في الحقيقة إن الوصول إلى هذه المرحلة سبقتها خطوات ، ولم تأتِ عن فراغ ، وهذه الخطوات كانت مدروسة .

الخطوة الأولى : خطوة التجويع 

إن هناك خطة لتجويعك ، من خلال الحصار الاقتصادي عليك ، وشل الحياة الاقتصادية التي تمتلكها وبكل مرافقها ( الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية ) مشكلة الرواتب ، والعجز المالي ، والأزمة الاقتصادية، ورفع سعر الدولار ،ومقابلها محاولة تخفيض رواتب الموظفين ، أو تأخيرها ، وتلويح الدولة لعجزها عن دفع الرواتب ، كل ذلك مخطط مدروس لخطوات خطيرة تأتي بعدها ، ومحاولة جعلك مشلولا ً اقتصاديات ، حتى تستعطي الآخرين ، وترجو فتاتهم .

الخطوة الثانية : خطوة التشبيع 

بعد أن تصل لحالة من الجوع ، وتعيش على مائدة الآخرين، وتستعطي منهم ، فلكي تنهض فالدول العظمى لا تعطيك المال للنهوض لكي تبني وتستقل باقتصادك إلا بشروطٍ وقيود واتفاقيات تجعلك مقيداً بها وتدور في فلكها وربطك بها كما تريد ، حتى لا تقترض إلا منها ، ولا تأتي بالمشاريع إلا منها ، والمواد الأولية إلا منها ، فهي الوصية عليك .
وبنفس الوقت أنت تكون سوق لمنتجاتها . 
وهذه الخطوة خطوة التشبيع ، التشبيع بكل النواحي حتى توصلك للتخمة فإذا اتخمتك ، انتقلت إلى الخطوة الثالثة .

الخطوة الثالثة : خطوة التمييع

بأن تجعل شبابك مائع وشعباً مائعاً تستذلهُ الشهوات ، يفكر في اللهو والمخدرات والاباحيات والسفرات والاكلات والقنوات والمسابقات والشعريات والغراميات ، والمسلسلات والمباريات ، فتتحول الأمة إلا إمعة ، امةٌ مقلدة وتابعة ، ويتحول الكثير الكثير منها إلى ببغاوات يردد الكلمات ويقلد الحركات ويتكلم بنفس الألفاظ والمصطلحات .

المرحلة الثانية : مرحلة التضييع 
ولها شكلان 

الشكل الأول : تضييع الجهود 

جهود المقاومة لكل أشكال الغزو  ، الغزو الفكري الغزو العقائدي ، الغزو العسكري ،
مثال تضييع الجهود الفكرية لعلمائنا المسلمين الذين قدموا الفكر للبشرية وعلى ضوء نظرياتهم في شتى العلوم قامت الحضارة الغربية الآن . 
ومثال تضييع جهود علماء المذهب في تصديهم للغزو العقائدي ، هي حملات التسقيط والتشويه وإثارة الشبهات عليهم ، وكانما هم من أسقط المذهب وخرب عقيدة الناس . 
ومثال تضييع جهود المجاهدين في التصدي للغزو العسكري . 
المقاومة السنية ( حركة حماس وحركة الجهاد ) في تضييع جهودهم وتسقيطهم 
والمقاومة الشيعية ( حزب الله والحشد الشعبي ) في تضييع جهودهم كذلك وتسقيطهم ، وتشويه صورتهم ، كأنهم لم يقدموا شهداء ، ولم يتركوا ارامل وايتام ، ولم يكن هناك معاقين ، ولم يحفظوا المقدسات والاعراض . 

الشكل الثاني : تضييع الهوية 

تضييع الهوية الإسلامية ، والهوية العقائدية الشيعية ، والهوية العربية 

المرحلة الثالثة : مرحلة التركيع 

فإذا تمت المرحلة الأولى بكل خطواتها الثلاثة ( خطوة التجويع وخطوة التشبيع وخطوة التمييع ) وكذلك المرحلة الثانية بشكليها ( الشكل الأول : تضييع الجهود ، والشكل الثاني : تضييع الهوية ) فقد سهل الأمر على تطبيق المرحلة الثالثة وهي التركيع . 
فالان أصبح الشعب مطيةً طيعةً في أيديهم يسيره التقريع ، وهو متذللٌ مطيع . 
ولا ينفع هاهنا الترقيع بين الجمع ما بقي من حضارتك ، وما تستورده من الحضارة المهيمنة ، لأن الشعب أصبح كالغراب لم يحتفظ بمشيته الأصلية، ولا قلد العصفور الذي هو أصغر منه في كل شيء في مشيته . 
وقد استطاع العصفور أن ينتزع الشعب من أصله ، وابعده عن حقيقته ، فاضاع المشيتين . 

لكن سؤال يطرحُ نفسه في ساحة البحث ماذا بعد التطبيع ؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150872
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 12 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13