بينما ظهرت وثيقة تكشف أن الطائرات المستخدمة في عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، كانت بعلم وموافقة السلطات العراقية، طالب نائب من تحالف الفتح، الجهات القضائية والأمنية المختصة بتحقيق مع رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، بشأن تصريحاته الأخيرة حول الموافقة العراقية على دخول الطائرة التي نفذت العملية.
القيادي في تحالف الفتح معين الكاظمي، صرح لوكالة (شفق نيوز)، إن “الموافقة العراقية كانت على دخول الطائرة الأميركية التي قامت باغتيال، سليماني والمهندس، وليس الموافقة على عملية الاغتيال”، مشيرًا إلى أن “الجانب الأميركي خرق السيادة العراقية والقانون الدولي”.
وبّين الكاظمي أن “الجهة التي أعطت الموافقة العراقية على دخول الطائرة الأميركية، لم نرى منها أي اعتراض واضح بشأن ما جرى من اختراق واضح للسيادة العراقية، وهذه الجهة هي وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة”، موضحًا أن “رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، منح هذه الجهتين صلاحية الموافقة على دخول الطائرات الأجنبية إلى المدن العراقية”.
ولم يستبعد القيادي في الفتح “تورط أطراف عراقية عميلة للجانب الأميركي بعملية اغتيال سليماني والمهندس”، وقال: “يفترض على الجهات القضائية والأمنية والمختصة؛ استضافة رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، للاستفسار منه حول تصريحاته بشأن الموافقة العراقية وكل معلومة يملكها حول اغتيال سليماني والمهندس، خصوصًا أن ذوي الشهداء قدموا شكوى رسمية للقضاء العراقي على الجانب الأميركي، ولهذا على القضاء موقف بهذا الاتجاه، فهناك شكوى رسمية”.
في السياق ذاته؛ نشر موقع ميدل إيست نيوز، وثيقة تكشف أن دخول الطائرات المستخدمة في عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، كانت بعلم وموافقة السلطات العراقية.
وجاء في الوثيقة، أن قيادة العمليات المشتركة العراقية منحت الإذن للجانب الأميركي بدخول طائراته المُسيرة.
وأشار الموقع إلى أن “هذه الوثيقة موقعة من قِبل قائد الدفاع الجوي العراقي، الفريق جبار عبيد كاظم، بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير (بعد ساعات من عملية الاغتيال)، وهناك ثلاث طائرات مُسيرة دخلت أجواء العاصمة، بغداد، قبل ساعات من العملية واتجهت نحو المطار بعد منتصف الليل، وبعد العملية غادرت العراق باتجاه الأردن”.
وأوضح الموقع أن “هذه الوثيقة، التي هي عبارة عن تقرير عن الضربة الجوية، موجهة إلى رئاسة أركان الجيش، تؤكد أن المُسيّرات ثلاثتها كانت قد حصلت على الموافقة المسبقة للتحليق فوق سماء العاصمة من قبل قيادة العمليات المشتركة العراقية”.
والخميس، قال رئيس الحكومة العراقية الأسبق، حيدر العبادي، إن الطائرة الأميركية التي اغتالت سليماني والمهندس، قرب مطار بغداد، “حصلت على موافقة عراقية”.
من جانبه، نفى رئيس الوزراء العراقي السابق، عادل عبد المهدي، منحه الموافقة للطائرة الأميركية التي نفذت عمل الاغتيال.
وكان عبد المهدي يقوم بتصريف أعمال الحكومة، آنذاك، بعد تقديم استقالته، أواخر العام الماضي، تحت ضغط احتجاجات شعبية.

|