في سنة 2017 كان هناك حدثان مهمان قد وقعا تقريباً في نفس الفترة وهما:
١- إستفتاء إنفصال إقليم كردستان عن العراق في تاريخ 25/09/2017.
٢- إستفتاء إنفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا في تاريخ 01/10/2017.
تعالوا هنا لنعمل مقارنة بسيطة عن ردود فعل الحكومة المركزية لكلا البلدين بخصوص الاستفتاء الاحادي الجانب.
فيما يخص إسبانيا فأن رئيس الحكومة المركزية في مدريد قام بتفعيل الفقرة 155 من الدستور الاسباني التي تتضمن معاقبة الاقاليم المتمردة على الدستور وبذلك تم حل حكومة وبرلمان إقليم كتالونيا وتم إلقاء القبض على 12 مسؤول حكومي وبرلماني ومستشارين من منظمي الاستفتاء، منهم نائب رئيس الحكومة ورئيس البرلمان وتم إصدار أحكام قضائية بحقهم من 9-13 سنة بتهمة التمرد وعدم الطاعة والتحريض والاختلاس بينما رئيس حكومة كتالونيا لايزال هارباً في بروكسل.
أما في العراق فإن من نظموا الاستفتاء لايزالون معززين مكرمين ويحتفلون في كل سنة بذكرى تنظيم الاستفتاء مع إستخدام نبرة التهديد والوعيد، لابل أكثر من ذلك، فأن من عرّابي الاستفتاء من هم من قد حصلوا على مراكز حساسة في الدولة العراقية كرئيس الجمهورية برهم صالح "حامي الدستور" أو فؤاد حسين الذي شغل منصب وزير المالية والان هو يشغل منصب وزير الخارجية.
فرق كبير بين الدولة واللادولة، بين الدستور الفعلي والدستور الشكلي، بين القانون واللاقانون. كل هذا يرجع الى سبب واحد وهو التوافق والمحاصصة التي جلبت الويلات لهذا البلد.
محمد الحسناوي.
|