اذا كنا نفترض ان ثمة صيرورات للكاتب فان تابو هي الصيرورة الجديدة للروائي حميد المختار وهي تمثل محطة فاصله وبداية لتاريخ جديد في مشروعه الثقافي يقوم على المسكوت عنه او المحظور.
واذا كنا نفترض هذه الافتراضات فلابد ان يكون هناك طريق صحيح لقراءة منجز هذا الروائي الذي يعد من جيل الحرب العتيدة التي استمرت لثماني سنين .انه من جيل الاصوات العالية الذين تركو بصمتهم في الشهد القصصي العراقي مع شوقي كريم حسن وعبد الرضا الحميد وعبدالستار البيضاني وهم اذ يغيبون اجتماعيا يحضرون ابداعيا في طرح منجزهم الجديد .
ونعود الى الافتراض ونقول ان حميد المختار انطلق من مدينته التي اعتبرها مشروعا ثقافيا نحو التأصيل لمفاهيم المعرفة والفهم والاتجاهات الجديدة في الرواية ، انها المدينة التي حاول فيها الروائي تدوين المسكوت عنه وصولا الى سجنها الكبير والمشهور وتدوين الهوامش التي اعتبرها تمثيلا لحياة الانسان المتحركة فيها .
ومع افتراض ان الواقع يفرض هيمنته على الكاتب سوف تحضر اذن كل مفردات هذا الواقع لأنه اصبح اكثر تعقيدا من ذي قبل والحرية النسبية للروائي في تناول المحظورات قد اصبحت ضيقة نوعا ما ربما مثلما قلنا بسبب تبدل الازمنة او لعل الروائي له راي اخر فيما نرى.
افترض ايضا ان الروائي قلق ازاء العنف الذي اجتاح الحياة في تابو والفوضى التي تجتاح بعض التفاصيل فيها تجعله خائفا ويلجا الى مناورات كتابية وبتقنية جديدة ليست معهودة في كتاباته السابقة لأننا نتابعه.
تابو مشروع ثقافي مفتوح على منجزات اخرى والاوليات الجديدة كما نرى للروائي هي خلق رؤية جديدة للرواية العراقية والعربية تحل محل الرؤية القديمة التي سوف نرى فيها كما اظن بعض الانظمة المعرفية والتواصل الفكري الثقافي وبما يلفت النظر وارجو ذلك قريبا في منجزات هذا الروائي المبدع.
|