ليتني خُلِقتُ من نُتفِ الغيماتِ لا من الخشب، ليتني صُنِعتُ من أوراقِ الشجرِ لا من أعوادِه، ليتني لِنتُ لها مثلَما لانَ الحديدُ في النار..
في الأمسِ، ولا زالَ الصدى يتردَّدُ والنبيُّ الكبيرُ يمرُّ قُربي، يقفُ قِبالتي، يتقدّمُ بِبُطء، وبدلَ أنْ يطرقَني يُنادي بأعلى صوته: «السلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النبوّة».
صوتُ الوحيّ أُريدَ لهُ أنْ يَتبدّدَ بالنار!
وهلِ الوحيُّ يحترق؟!
كيفَ يُفكِّرُ الأعراب؟
كانَ النبي مُحمّدٌ (صلى الله عليه وآله) يستأذن عندَ فتحي، والمُريدون خلافتَه دفعوني! لقد خِفتُ من سواعدِهم، من لحاهم الحمراء..
إنّهم لا يقتدونَ بمُحمّدٍ (صلى الله عليه وآله) قط، بل عملوا على نسفِ تعاليمِه الباقيةِ وقتلِ أهلِ بيته!
هكذا صارَت للإسلامِ نسخةٌ مزيفةٌ!
كانتْ فاطمةُ ابنة النبيّ خلفي..
لم أدرِ في البدايةِ ما جرى... أو لم أُرِدِ التصديق
لكنّي سَمِعتُ صريرَ أضلاعِ مُحمّدٍ (صلى الله عليه وآله)
لقد ماتَ أو قُتِلَ ولا زالَ ترابُ قبرِه نديًّا!
سمِعتُ أنّاتِ أعوادِ العرش..
تباعدَت دفّتا القُرآن عندَ آيةِ الموءودة!
لا أدري أينَ تفرّطَتْ مساميري، مع الأقراطِ أم في ثنايا الأضلاعِ أم غُرسَت في اللوح المحفوظ؟!
لقد اصطبَغتُ بدمِ حجابِها، ومع هذا... لقد حِلتُ بينها وبين الأغراب.
|