الإعلام والعلاقات العامة / بغداد

نظّمت دائرة البحوث والدراسات في ديوان الوقف الشيعي ندوة الكترونية بعنوان (مسيرة الأربعين ــ قراءة في الأبعاد الدينية والاجتماعية) بالتعاون مع مركز وطن لحوار الأديان والمذاهب في النجف الأشرف , بمشاركة نخبة من الباحثين في الجامعات والمراكز البحثية على منصة zoom الالكترونية .

وقال المكتب الإعلامي لدائرة البحوث والدراسات ان الندوة افتتحت بكلمة ترحيبية من قبل مدير المنصة الأستاذ عزت عبد الله الموسوي ثم قدم تعريفا موجزا لمحاور الندوة والتعريف بأسماء الباحثين والمشتركين, ثم منح الوقت للسادة الباحثين في عرض أوراقهم البحثية التي كانت بالتعاقب , وكما يأتي :

الورقة البحثية الأولى بعنوان ( التأصيل الفقهي لمسيرة الاربعين وزيارتها) للباحث الشيخ سعد المياحي الاستاذ في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ورئيس مركز وطن لحوار الأديان والمذاهب , حيث تعرض فيه لمسألتين : الأولى: مشروعية المشي لزيارة الحسين عليه السلام ، مستدلا بالنصوص الدينية الروائية وقد اثبت ببحثه بطلان مقالة كون المشي مسألة نشأت من الاتفاق الشعبي أو قل المعتقد الشعبي وحصر المنشأ في المجال الديني الفقهي. والثانية كانت عن مشروعية زيارة الحسين في العشرين من صفر ، مستندا على النصوص الروائية مع عرض المناقشات الواردة على تلك الأدلة من حيث الدلالة والسند ثم ردها جميعا.

اما الورقة البحثية الثانية فكانت بعنوان (البعد الفكري والعقدي في مسيرة الأربعين) للباحث الدكتور نوزاد صفر بخش دكتوراه في العقيدة والفكر الإسلامي. وقد تضمنت جانبين :

الأول: التلاقح الفكري ، مبيناً ان الحشود المليونية ذات التوجهات الفكرية المختلفة في هذه الظاهرة الحضارية ، أنتجت تلاقحا فكريا عن طريق التواصل بين حضارات المشرق والمغرب تمحور في المبادئ الحسينية.

والثاني: الاتفاق العقدي ، اوضح ان اجمع المسلمون بكل مدارسهم على محبة آل البيت عليهم السلام كونها علامة الإيمان عند المسلمين.

الورقة البحثية الثالثة: (المفاهيم الاجتماعية المنبثقة من زيارة الأربعين) للباحث الدكتور رياض ياسر، دكتوراه علوم سياسية.

حيث تناول فيها أمرين :

أولا: دراسة مقارنة بين الفكر الغربي فيما يخص النظرية التواصلية والفكر الإسلامي من خلال النهضة الحسينية وزيارة الأربعين.

ثانيا: بيان أهمية النظرية التواصلية وانعكاساتها في ضوء زيارة الأربعين.

وكانت الورقة البحثية الرابعة بعنوان (انعكاسات مسيرة الأربعين على الصعيد المجتمعي) للباحث عزت عبدالله الموسوي الذي تعرض فيها الى عدة جوانب :

1- تكريس ثقافة العمل التطوعي

2- - التكافل الاجتماعي

3- - تعزيز مبدأ التعايش السلمي

4- - ترسيخ قيم المحبة الإيثار باعتبار ان مسيرة الأربعين تمنح الكثير من القيم الإنسانية التي تسهم في بناء المجتمع وتكامله.

وبعد الانتهاء من عرض البحوث، سُمح مدير المنصة في طرح المداخلات على موضوع الندوة، اذ شارك فيها عدد كبير من الأساتذة، وكانت مداخلات قيمة جديرة بالدراسة .

وخرجت الندوة بجملة من التوصيات منها, ان كل ظاهرة دينية يمكن دراستها من خلال ثلاثة أبعاد (الايماني والبعد الايماني العقدي والبعد العلمي التقنيني) وكذلك بملاحظة تاريخية تحليلية وان هذه الابعاد الثلاثة هي الرائجة في دراسة الأديان والظواهر الدينية, وان مسيرة أربعين الإمام الحسين عليه السلام باعتبارها ظاهرة دينية تكرارية _ تتجدد كل عام_لابد من التركيز على التالي:

1_ الاهتمام بحثياً في موضوع مسيرة الأربعين المباركة وأبعادها المتنوعة وذلك لقلة الدراسات والبحوث التخصصية في هذا المجال ,إضافة الى كونها ظاهرة حضارية تجمع العالم الاسلامي بمختلف مدارسه الفكرية على محبة أهل البيت عليهم السلام كونها تنتج تلاقحاً حضارياً عن طريق التواصل المعرفي وهي الركيزة الأساسية التي بنيت عليها الحضارة من خلال تذكير المجتمع بالمبادىء الحسينية ورفضه للظلم والطاغوت.

2- لابد من دراستها بجميع أبعادها لأجل اقتطاف الثمرة المرجوة منها لان السلوك دينيا كان ام غير ديني اذا لم يخضع للفكر سيكون عشوائيا ويذهب سدى دون فائدة تذكر لذا قيل : أصل السلوك فكرة.

3- انتاج برامج حوارية وثائقية بأكثر من لغة عالمية والتأكيد على المفردات المهمة في هذه المسيرة بلغة تتناسب وطبيعة جميع المكونات وفتح أبواب الحوار الحضاري مع مختلف الجماعات الاخرى للتعريف بقيم أهل البيت عليهم السلام العظيمة.

هذا وقد اختتمت الندوة بتقديم الشكر والتقدير من قبل القائمين عليها لجميع الباحثين والمشاركين لما بذلوه من جهد كبير وحرص شديد على إتمامها آملين استمراريتها وديمومتها لتحقيق الأهداف المرجوة .