• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الديانات الإبراهيمية : مصطلحٌ فيه نظر .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

الديانات الإبراهيمية : مصطلحٌ فيه نظر

أوضح مَعلَم ابراهيمي هو الكعبة الشريفة في مكة المكرمة ، فهو الذي رفع قواعدَها مع ابنه اسماعيل عليهما السلام { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } البقرة ١٢٧ ، وهو الذي أسس الحج الى مكة بأمر من الله تعالى { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } الحج ٢٧ ، وكل شيء في مكة هو مَعلَم ابراهيمي ، كزمزم ، ومشعر منى ، والصفا والمروة ..

لم يذكر لنا التاريخ بأن اليهود او النصارى كان لهم شغلاً في مكة ، لم يتخذوها سكناً ولا زيارة ولا حجّاً ولا تعبّدا ، لأنها كانت خاصة بالحنيفية ، وهي مجموعة من السنن التعبدية الابراهيمية ، التزم بها اسماعيل عليه السلام وذريته من الاوصياء حتى نبينا محمد صلوات الله عليه .. وأمّا الشرك في مكة كان عبارة عن بدعة دينية ( ليقربونا الى الله زلفا ) .. وتذكر بعض المصادر أنّ حج اليهود كان الى هيكل سليمان ، وحج النصارى الى موضع ولادة المسيح ع ..

ولهذا كان أهل الكتاب من اليهود والنصارى لا يسكنون مكة وانما في غيرها ، كنجران والمدينة وخيبر واليمن .. وفكرة عدم وجود علاقة بين ابراهيم عليه السلام والديانة اليهودية والنصرانية ذات مسند قرآني ، قال تعالى { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } ال عمران ٦٧ ، فالآية صريحة بأن الإسلام هو دين ابراهيم عليه السلام دون غيره ..

فلا معنى اذن لمصطلح الديانات الابراهيمية ، فالنَسب الذي يربط موسى وعيسى عليهما السلام مع ابراهيم ع لا يعني ان ديانتهم متفرعة عن الحنيفية الابراهيمية .

نعم ، يمكن أن يقال أن التوحيد هو السمة البارزة لهذه الديانات ، نقول كلامنا في الدقة يكون في الشرائع لا في الدين ، فالدين واحد لجميع الانبياء ، واما الشرائع فهناك الحنيفية وهناك اليهودية والمسيحية ، واما الاسلامية فبنيت على الحنيفية كما يُفهم من أدلته .. في تفسير العياشي في قوله تعالى ( قل بل ملة ابراهيم حنيفا ) الآية ، عن الصادق عليه السلام قال : إن الحنيفية في الإسلام .

الشريعة الابراهيمية الوحيدة الآن هي الإسلام ، قال تعالى { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } النحل ١٢٣

والمسألة فيها نظر ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=149226
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13