إنَّ خطبة الحوراء زينب (عليها السلام) في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية كانت مليئة بالمواقف العظيمة التي تحتاج إلى تذكير الأجيال بها؛ لما فيها من دروس الإباء، والبطولة، والفداء من أجل الحق ومبادئه، ونحاول بيان مقاطع تلك الخطبة الخالدة بمناسبة عودتها منتصرة على آل أمية
فمن خطبتها (عليها السلام):
((فَكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَنَّ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا.
وَهَلْ رَأْيُكَ إِلاَّ فَنَداً، وَأَيَّامُكَ إِلاَ عَدَداً، وَجَمْعُكَ إِلابَدَداً، يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِ: أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)).
1- لقد تحدثت ربيبة القرآن الناطق بوعد القرآن لعباده المؤمنين بالنصر والتأييد حيث قال تعالى: ((إنْ تنصروا اللهَ ينصركم ويثبِّت أقدامكم)) وأكَّدت على نصر الله تعالى لشهداء الطف الخالدين مهما فعل الطغاة من أجل إسكات الحق، والقضاء على مبادئه.
2- لقد أكَّدت ربيبة القرآن الناطق بوعد القرآن بأنَّ نور الله لا تطفأها أفعال وأفواه الطغاة، حيث قال تعالى: ((يريدون أنْ يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أنْ يتم نوره ولو كره الكافرون))، والأئمة (عليهم السلام) هم نور الله في الأرض، فهل استطاع يزيد وأعوانه إطفاء تلك الأنوار الإلهية، وهذا وعد الله الصادق لأوليائه.
3- لقد وقفت ربيبة القرآنين لتصرخ بوجه طغاة العصور الذين يريدون أنْ يقتلوا الحق من خلال أهله وأوليائه بأنَّ سعيهم سيخيب، وكيدهم سيعود عليهم، وماكهم سيزول ويكون وبالًا عليهم، وأعوانهم سيصيبهم الذل والعار مهما بلغ عددهم وعدتهم.
فأيُّهما كان المنتصر مَنْ صرخ يوم عاشوراء: لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية ؟؟
أم مَنْ صرخت بكل عزيمة وإباء وشجاعة: فو الله لا تمحو ذكرنا ؟؟
فإذا أردنا الجواب فلننظر ببصرنا فهو يغني عن البصيرة والتأمل والتفكُّر.
|