بسرعة البرق وعلى عجالة من امرهم صوت البرلمانيون على شراء 350 سيارة مصفحة بقيمة 50 مليون دولار في جلستهم السرية ، ليرموا وراء ظهورهم حزمة كبيرة من القوانين التي لم ترَ النور الى الان والتي يحتاج الى اقرارها آلاف الناس من البسطاء والفقراء والعاطلين عن العمل.
لقد وضعوا جل اهتماماتهم في القرارات التي تصب في صالحهم والتي تمنحهم الامتيازات، تاركين على مصطبة الاحتياط قوانين مهمة جدا كقانون الاحزاب او القوانين التي تنظم عمل الكثير من مؤسسات الدولة الفاعلة.
وعلى ما اظن ان اعضاء مجلس النواب هذه المرة احتاجوا الى من يبرهن انهم في خطر وانهم بحاجة ملحة للحصول على هذه المصفحات ليلوحوا بايديهم بالموافقة على شرائها في ذات الوقت الذي سقط فيه العشرات من الشهداء والجرحى من ابناء هذا الشعب بعمليات وتفجيرات ارهابية عمياء لا تُميز بين طفل صغير ولا شيخ كبير.
المضحك في الامر وما يثير الاستغراب حقاً حملة التصعيد الاعلامي من قبل العشرات من النواب والتي تلت عملية التصويت على شراء المصفحات ليعلن الجميع نفيهم القاطع بأن يكونوا قد صوتوا مع القرار!!. ولا اعرف هل ان اشباحاً كانت تغزو الجلسة وهي من صوتت لصالح القرار؟!.
قبل ايام برزت مطالبات كثيرة لغرض عرض شريط الفيديو لحظة التصويت وهذا ما قد يضع الكثير من اعضاء مجلس النواب في موقف الحرج لانه سيُبين ويكشف من هم الذين صوتوا لصالح القرار ومن هم ضده.
كما ان عدد البرلمانيين اللذين اعُلن انهم صوتوا لقرار شراء السيارات المصفحة وصل الى 220 نائبا من مجموع 325 نائباً، ومن المؤكد ان الجلسة يومها كانت لا تخلو من غياب بعض النواب ما يعني ان نسبة التصويت لصالح شراء السيارات كانت كبيرة جداً.
وبصريح العبارة ليس المهم ان يعرف الشعب من مع القرار او ضده لكن المهم ان يعي الجميع ان السياسي او البرلماني ليس وحده المستهدف بل ان ابناء هذا الشعب جميعهم مستهدفون من قبل الارهاب وعلى الاجهزة الامنية ان تتحمل مسؤولياتها تجاه حماية المواطنين وتوفير الامن لهم دون تمييز.
اذن ما هي مبررات التصويت لقرار يعلم الجميع انه لا يلاقي القبول عند الشعب العراقي، اما كان الاجدر ان تُحول مثل هذه المبالغ الكبيرة الى مشاريع داعمة لتقديم الخدمات الى المواطن او مساعدة الكثير من شرائح المجتمع التي هي بحاجة فعلية لهذه الاموال؟
اما كان الاجدر ان يُترك هذا الموضوع مراعاةً للكثير من الناس الذين لا يستطيعون توفير ابسط متطلبات الحياة؟! او توفير لقمة العيش في صراعهم مع ظروف الحياة الصعبة؟!
لماذا كلما ازدادت متاعب الفقراء والبسطاء في العراق تزداد المنافع والمكاسب التي يتمتع بها السياسيون والبرلمانيون؟ هل هذا ما ينتظره الشعب الذي عانى ويلات الحروب لعقود طويلة؟
لا املك الا ان اقول ان كرامة العيش عند الفقراء في بلدي افضل من سياراتكم المصفحة حتى ولو كان قرار شرائها حقا من الحقوق الدستورية كما وصفها البعض!!.
alikhassaf_2006@yahoo.com |