الظلمُ من الأفعالِ البغيضة التي ترفضُها النفوسُ السليمة، وقد حذّرتِ الشرائعُ السماويةُ كُلُّها من الظلمِ وأولها الإسلام، فحرّمَه ﷲ (تعالى) على نفسه وعلى خلقه، ولم يجعل لارتكابه مسوغًا أو ضرورة.
و«الظلم ظلمات يوم القيامة»، والمقصود بـذلك أنَّ الظلمَ ظلماتٌ على الظالمِ يوم القيامة؛ لما يلاقيه من شدائدَ وعقوباتٍ تكونُ بسبب ظلمه للناس في الدنيا، حيثُ إنّ ﷲَ (عزّ وجل) يقومُ بأخذِ الحقوقِ من العباد، فمنْ ظلَمَ إنسانًا فلا بد أن يدفع ثمن مظلمته، واللّٰه (تعالى) هو العدل وهو أحكم الحاكمين.
ومن أشدِّ أنواعِ الظلم هو الشرك باللّٰه (جل جلاله) الذي لا يغفره (سبحانه وتعالى)، وكما قال في محكم كتابه: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ"(١)
ومن ظلمِ الإنسانِ للإنسان التعدّي على الأطفال، فبكاؤهم عند ظلمهم كأنّما هو شكوى لله (تعالى)، والغيبةُ، والنميمةُ، والفتنةُ، كذلك هي من كبائرِ الذنوب، وغصبُ حقوق الناس، وأيضًا قطعُ أرزاقهم، وعدمُ إعطاءِ الشخص فرصةً للدفاع عن نفسه، واتهامهم بالباطل، قال (تعالى): "أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"(٢)
وقد يكون ظلمُ الإنسانِ لأسرته كعدمِ تقديرِ الزوجةِ في شؤونِ البيت وتربية الأطفال، وما تبذله من جُهدٍ لأجل رعاية الأسرة.
وأيضًا قد يكونُ الإنسانُ ظالمًا في مجتمعه وفي الوظيفة التي يعملُ بها، كالتعاونِ مع أصحابِ النفوسِ الضعيفة التي تسلكُ طريقَ الحرام كالرشوةِ، وبيع المعلومات، والتزوير، وغيرها...
وكل هذه الأمور تكون ظلمات على فاعلها يوم القيامة؛ لأنَّ ﷲ (عز وجل) حرّمها ونهى عنها، كما جاء في القرآن الكريم قوله (تعالى): "إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"(٣)
_______________________
(١)سورة النساء الآيه 48
(٢)سورة هود الآيه 18
(٣)سورة الشورى الآيه 42
|