"ودعا ـ الإمام الحسين (ع) ـ بولده الرضيع يودعه، فأتته زينب بابنه عبدالله ، وأمه الرباب، فأجلسه في حجره يقبله ويقول:
بُعداً لهؤلاء القوم إذا كان جدك المصطفى خصمهم، ثم أتى به نحو القوم يطلب له الماء ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه، فتلقى الحسين (ع) الدم بكفه ورمى به نحو السماء.
ثم نزل (ع) عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرملاً بدمه"(مقتل الحسين (ع) للسيد المقرّم.
وَرَضِيعٍ فِيْ جِيدِهِ رِقَّةُ البَلّورِ
مَمْزوجَةً بِمَاءِ الجُمَانِ
وَبِخَدَّيهِ صَفْحَةُ البَدْرِ وَضّاءَ
تَرَاءَتْ وَحُمْرَةُ الأُرْجُوَانِ
ظاَمِىءٍ مَرَّتَينِ: لِلْبَاردِ العَذْبِ ،
وَلِلثَّدْيِ ، لاِرْتِضَاعِ الحَنَانِ
حَمَلتهُ كَفُّ الحُسَينِ بِرِفْقٍ
فَيّأتْهُ ظِلالَ قَلْبٍ حَانِ
فَكَأَنَّ الرَّضِيعَ تَحْتَ كِسَاءِ السِّبْطِ
غَافٍ تَحْتَ "الكِسَاءِ اليَمَاني"
خَبّأتْهُ كَفُّ الحُسَيْنِ، فَلَفْحُ الشَّمْسِ
قَاسٍ عَلَى الصَّدِيْ الظَمْآنِ
وَوَشَتْ لِلْعِدَا بهِ فِضَّةُ النَحْرِ
فَدَلّتْ عَلَيْهِ باللّمَعَانِ
نَحَروهُ بِسَهْمِهِمْ فأراقُوا
حُمْرةَ الوَردِ فَوْقَ غُصْنِ البَانِ
وَأسَالُوا مَاءَ الطُّفولَةِ واغْتَالُوا
بِحِقْدٍ بَرَاءَةَ الصِّبْيانِ
نَحَرُوهُ فَضَرّجُوا الغُنَّةَ العَذْبةَ
تَحْلُو بِصَوْتِهِ الوَلْهَانِ
وَأَطلّوا دِمَاءَ كُلِّ مُنَاغَاةٍ
وَلْثغٍ مُحبَّبٍ في اللِّسَانِ
نَحَروا فَوْقَ صَدْرِهِ كُلَّ طِفْلٍ
أَبْيَضِ القَلْبِ نَاصِعِ الوُجْدَانِ
كَالْهِلاَلِ الفِضّيِّ، كَالفَجْرِ، كَالنَّجْمِ
كَقَلْبِ السَّحَابةِ الرَيّانِ
نَحَرُوهُ، فَقَصَّ كُلُّ صَبِيٍّ
خِصْلتَيهِ حُزْناً بِكُلِّ مَكَانِ
شَهَقَتْ زُرْقَةُ الفُراتِ لمِرآهُ
وَضَمَّتهُ سُمْرةُ الكُثْبَانِ
|