انفجار مرفأ بيروت ومانجم عنه من سقوط اعداد كبيرة من الضحايا والخسائر المادية الكبيرة كلها تثير اكثر من علامة سؤال ولكن الامر منوط الان الى جهات التحقيق التي ستضع الجميع امام اسباب ودوافع وحقيقة هذا الانفجار المرعب .
اولا وقبل كل شيء ليس هناك من دليل لحد الان بان الحادث كان متعمدا، كما ليس هناك من دليل على ان الحدث كان عرضيا، فهناك توازن بين السياقين خاصة وان الحكومة اللبنانية تحدثت عن اهمال للمواد المتفجرة الموجودة في المرفأ مما يضعنا امام تساؤل فرعي بخصوص توقيت التفجير سيما وانه ياتي في اطارين :
الاول في ضوء الحرب الاقتصادية المعلنة على لبنان ومنع التمويل والحصار الاقتصادي , وهذا الرهان يتركز على قضية اسقاط الحكومة مما يعني بان هناك احتمالية لوجود مستفيدين يحاولون دفع الامور بالاتجاهات التي يرونها مناسبة .
اما الاطار الثاني فهو ان الكيان الصهيوني وبعد هزيمته النفسية المدوية شمال فلسطين المحتلة وبعد الاوضاع الاحتجاجية داخل كيان الاحتلال كلها مؤشرات يبمكن ان تقود الى الوصول الى راس الخيط كما يقولون ولكن يبقى الانتهاء من التحقيقات هو المعيار الاهم الذي يجب انتظاره .
وهناك نقطة مهمة يجب التوقف عندها وهي اذا وضعنا الانفجار في اطار المشهد اللبناني العام، حيث يستخدم التحالف الامريكي الصهيوني واذنابه في المنطقة وداخل لبنان منذ مجيء ترامب، كل اسلحته المحرمة من اجل نزع سلاح المقاومة، فلم تعد الحرب الاهلية والطائفية وتجويع لبنان واشعال الفتن فيه، خطوطا حمراء بالنسبة لامريكا والسعودية في عهدي ترامب وابن سلمان، لذلك يأتي الانفجار في اطار الحصار الذي تفرضه امريكا على سوريا ولبنان، عبر استهداف اكبر رمز للاقتصاد اللبناني ونسفه عن بكرة ابيه وهذا مؤشر اخر يجب النظر اليه بجدية وبشكل عملي .
اللافت انه وبالرغم من ان التحقيقات الاولية التي اشارت الى ان الحادث كان عرضيا ووقع بسبب الاهمال وسوء الادارة ، حيث تم تخزين مواد متفجرة بكميات كبيرة في احد عنابر الميناء ومنذ سنوات، وان الانفجار وقع اما بسبب تماس كهرباء او جراء عمليات اللحام التي كانت تجري بالقرب من العنبر، الا ان ، الطابور المكشوف للتحالف الثلاثي المشؤوم في داخل لبنان وخارجه، ربط وبطريقة غبية ومضحكة، بين الانفجار ومحكمة رفيق الحريري التي ستنطق بالحكم يوم الجمعة القادمة، بمعنى ان حزب الله اراد ان يشغل الداخل اللبناني عن الحكم الذي سيصدر عن المحكمة!!. وهذا الامر هو ماركزت عليه ابواق الاعلام السعودي ومن يدور في فلكها
متناسين انه كيف يمكن لحزب الله ان يدمر اقتصاد لبنان وهو من اكثر الحريصين على هذا الاقتصاد ودعمة ومؤازرته للوقوف في وجه الضغوط الاقتصادية الامريكية والسعودية.
بالمحصلة الحادث ومهما كانت التحليلات ادى الى تضامن لبناني داخلي اضافة الى تضامن عربي واسلامي ودولي وكانت ايران السباقة الى هذا الدعم بل ووضعت كل امكانياتها تحت تصرف الحكومة اللبنانية وبانتظار النتائج فان كل المؤشرات تؤكد اننا امام مزيد من تلاحم محور المقاومة وان القوى العدوانية ستكون امام حساب عسير قادم لامحالة.
|