• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نظرية الاقناع وأهميته في الحرب النفسية ( الجزء 7 والاخير)    .
                          • الكاتب : صلاح الاركوازي .

نظرية الاقناع وأهميته في الحرب النفسية ( الجزء 7 والاخير)   


نجاح عملية الإقناع :
من أجل سير عملية الإقناع بصورة سلسة وحتى لا تضيع الجهود سدى لا بد من مُراعاة بعض العوامل في عملية الإقناع التي نريد إيصالها إلى الجمهور فيتقبل مضمونها ويتبنّاها وهذه العوامل هي : 
1-    البساطة والوضوح : يجب أن تكون العملية بسيطة وواضحة المضمون وكذلك في لغتها ويجب أن تكون مترابطة متسلسلة ومنطقية ولغتها تتناسب مع احتياجات الموقف نفسه وتكون كذلك كاملة مختصرة صحيحة ومفهومة.
2-    الإثارة والتشويق : لا بد أن يكون في عملية الإقناع نوع من التشويق وإثارة الانتباه والاهتمام مما يحفز المتلقي على التعاون ، كما يجب أن لا تتضمن أو تُشعر بأي طريقة تجريح أو لبس أو تعالي على المتلقي.
3-    إشباع الرغبات والحاجات : لدى المتلقي حاجات كثيرة مما يجب معه معرفة تلك الرغبات والحاجات التي تنسجم مع مضمون الرسالة للعمل على إشباعها ما أمكن وغالباً ما تعمد الرسائل إلى إثارة حاجة حب الاستطلاع وأحياناً الحاجة إلى الأمان وهكذا ..
4-    المصداقية في المضمون وفي المصدر نفسه : وهذا يتطلب منا توخي الصدق في المعلومات والدقة والوضوح . كما أن المصدر إذا كان يحظى بالقبول لدى المتلقي فإنه يكون باعثاً على الثقة ومن ثم الارتياح والاقتناع بما يقول يرسل.
5-    الإثابة والتعزيز : ففي كافة أشكال الاتصال وعند البحث عن عنصر الإقناع لابد من ممارسة هذا المبدأ لنجاح الاتصال بشكل عام . ويكون ذلك أحياناً بمساعدة المتلقي على الرد على الرسالة وإشعاره بالاهتمام بها وغيرها من الأساليب المناسبة.

معوقات التأثير والإقناع
1.    الاستبداد وفرض السُّلطة؛ حيث إنَّ التأثير أو الإقناع في هذه الحالة يكون شكليّاً ومتوقّفاً على زوال التسلُّط ويزول بزواله.
2.    طبيعة المُستقبل، فقد يكون الشخص المُستقبِل ذا سماتٍ لا تتناسبُ مع أنماط الإقناعِ وأشكالِه، وقد يمتلك صفاتٍ ذاتيَّة تحمله على رفض جميع المحاولات للحوار المُقنِع.
3.    تزاحم الأفكار المربكة لجوِّ الحوار ولذهن المستقبِل. 
4.    ضعف المحاور في إدارة الحوار أو توضيح مضمون الرسالة. 
5.    ضعف الاعتقاد بإمكانيَّة التغيير والاستسلام عند حدود التجارب الأولى.
6.    الكِبرُ وحبُّ الذاتِ المفرط وما يحمله من عجزِ التصديق والتسليم بحقيقة رأي الآخر.

تبدل الآراء واثرها على عملية الاقناع :
تعمل العمليات العقلية عند البشر بطريقة مشابهة إلى حد بعيد ، ولكن ولتجنب احتشاد المعلومات والتنبيهات القادمة إلى الدماغ بشكل زائد يتعلَّم الأشخاص اختيار المعلومات ومعالجتها بشكل مُخْتار . وهذا يعني أن ليس كل ما يصل إلى الدماغ يتم استيعابه ، وما يتم استيعابه يخضع للتقييم والحكم وفقاً للقدرات الإدراكية للشخص وحالته العاطفية ونوع جنسه ، حيث تلعب كيفية إدراك الأشخاص للعالم الخارجي دوراً حيوياً في كيفية إقناعهم بالأفكار وبعملية الاتصال بشكل عام، ويتشكّل الإدراك والمفاهيم المُدْرَكَة بواسطة تعليم أساسي يبدأ من الولادة ويشمل تطوير سلوك معين وافتراضات معينة ودوافع واهتمامات . وبالتالي تؤثر هذه المفاهيم على عملية الاتصال بشكل عام وعملية الإقناع بشكل خاص من خلال :
1)    اختيار المعلومات : بمعنى أن كل شخص يختار المعلومات الملائمة له .
2)    تفسير الأوضاع والحالات : إن الأشخاص الذين يستلمون المعلومات ذاتها يفسرونها بشكل مختلف احدهم عن الآخر ووفقاً لتقييمهم وتقديرهم الشخصي .
3)    وضع الافتراضات : وقد تختلف هذه الافتراضات من شخص لآخر ، كما أنه في بعض الحالات يعتقد بوجود رابط بين أحداث معينة مع عدم وجوده أو العكس .                   كما أن الحالة النفسية والمشاعر العاطفية تلعبان دوراً مهمّاً في كيفية معالجتك للمعلومات وتوليد الأفكار ، وهنا تأتي تأثيرات قصيرة الأمد وتأثيرات بعيدة الأمد . فعلى سبيل المثال قد يستغرقك التغلُّب على مؤثرات حالة نفسية مؤلمة أو غير سعيدة بعض الوقت ، ويمكن لأي ملاحظة بريئة عشوائية عن تلك الحالة او الظرف أن تُطْلق مشاعر تُؤثِّر في تجاوبك النفسي ربما بشكل يُفاجئ الآخرين الذين يعتبرون الملاحظة غير مؤذية على الإطلاق . أو يمكن لمديح غير متوقَّع أن يزيد من ثقتك بنفسك ويُؤثِّر في كل ما تقوله وتَسْلُكَه طوال النهار . 
وأحياناً قد تختلف عملية التغير حسب نوع الجنس فبغض النظر عن قبولك أو رفضك لهذه الحقيقة فإن نوع جنس الشخص المُدْرِك يلعب دوراً في اتصاله مع الآخرين . فمن المعروف أن بُنَى الدماغ تختلف عند الرجال عنها عند النساء و أن لهذا تأثير مباشر على كيفية اتصالهم أو اتصالهن بالآخرين والأخريات . 
ملاحظة مهمة جدا : -
ولجعل عملية الإقناع أكثر فعالية يجب أن يكون الشخص الذى تخاطبه أو تكتب إليه  "إلى جانبك " أي معك في المبدأ لأنه في معظم الأحوال إذا لم يكن الشخص الآخر " معك " فهو إمِّا حيادي أو ضدك ، قد تظن انك في حالات كثيرة كل ما تفعله هو إعطاء الحقائق للآخرين ، ولكن لجعل هؤلاء يصدقون ما تقوله يجب أن تأخذ في عين الاعتبار أولاً سبب اتصالك معهم ، فبغض النظر عن موضوع الاتصال أنت تريد من الآخرين أن يهتموا بما تقوله وأن يفكّروا أنه يستحق الإنْصات أو الاستماع أو القراءة . ولفعل هذا يجب أن تشير إليهم أنهم موضع تقدير منك ، وسوف يكون اتصالك أكثر فعالية إذا أشرت أنك تعتبر الآخرين أهم جزء في عملية الاتصال . وبإمكانك إظهار ذلك كالتالي :
1)    لا تُنَاقِض الآخرين أبداً : قد يحمل الآخرون آراء مختلفة عن آرائك وإذا اعترفت بقيمة آرائهم بدلاً من إبلاغهم أنهم على خطأ سيكون من المحتمل أكثر جعلهم يستمعون إلى آرائك ويُنْصتون لها .
2)    التكيّف مع الآراء والأفكار الأخرى : إذا كنت متقبّلاً لأفكار الآخرين التي قد تختلف عن أفكارك يشعر هؤلاء بأن أفكارهم تستحق الكلام والاستماع . ومن خلال إظهارك لهم أنك فهمت ما هم مهتمين به فإنك تشير إلى أنك ترى الأمور من خلال وجهة نظرهم وكلما زاد تكيُّفك مع آراء الآخرين زاد وصول إشارتك بتقديرك لهم .
3)    عدم تجاوز كلام الآخر أو مقاطعته : عندما تريد إبراز نقطـة ما قد تُجَرُّ إلى المقاطعة والتجاوز ، ولكن إذا فعلت ذلك فإنك تعطي الانطباع بأنك لا تعتبر الشخص الآخر يستحق الاستماع ، وإذا بذلت جهداً لمعاملة الآخرين بطريقة تشير إلى أنك تظن أن آرائهم مهمة وسيشعرون بتقديرك لهم ويزيد احتمال تقديرهم لك .
وإذا كان بإمكانك جعل الآخرين يظنون انك على تقارب معهم عندها يميلون طبيعياً إلى حبك والإعجاب بك ، ويمكن تحقيق هذا عملياً كالتالي : 
1)    تشجيع الآخرين على التحدث عن نفسهم .
2)    إظهار الاهتمام الحقيقي بالآخرين : وذلك بتوجيه أسئلة متكررة إليهم حول آراءهم والاهتمام بما يفضّلونه .
3)    التوجه إلى الأشخاص مباشرة بأسمائهم : فذلك يعني أنك مهتم بهم شخصياً لأن الأسماء جزء أساسي من الشخصية .
4)    وهكذا فإن اخذ اهتمامات الآخرين في عين الاعتبار يجعلهم ينفتحون عليك ويعتبرون أنك تستحق الاستماع والإنْصات .
وأخيراً فإن الاهتمام بالآخرين هو مكوِّن أساسي للاتصال الجيد معهم وإقناعهم بالأفكار والآراء التي تحملها ، فإذا بذلت جهداً لإظهار أنك تقدّر أهمية الآخرين من خلال التركيز على ما يقولونه وإظهار التقدير له ذلك يجعلهم يشعرون بأهمية أنفسهم وعندما تؤمن أن الآخرين لهم أهميتهم سيكون بإمكانك إيصال إيمانك هذا لهم وهذا يجعلهم يشعرون أكثر بالجدارة ويعني أيضاً زيادة احتمال تجاوبهم معك . وعندما يحصل هذا يكون الاتصال مع الآخرين على أفضل وجه .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146704
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13