• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دولة قوية متمكنة  .
                          • الكاتب : علي التميمي .

دولة قوية متمكنة 

الحقيقة كما الشمس في رابعة النهار، لا ينكرها إلا من غشيته ظلامية التعنت والجحود، فلا يبصر منها سوى أشباح من صور مقلوبة عديمة الملامح، ناتجة عن إنعكاسات مريضة وهواجس عطلت عنده كل أجهزة الاستشعار، وأصابت مواطن التمييز لديه، الانسان وسبب خلقه ليس عبثا وحاشا لله من ذلك، لأنه وضع ضمن ترتيب وسلسلة أرقام لأكمال مسيرة المخطط والمشروع الالهي، هو خلافة الله تعالى في الارض، وما يندرج تحت هذه الخلافة من إعمار الارض وإصلاحها ونشر مبادئ العدالة فيها .

الخروج عن الفطرة السليمة والذي يحتم بطبيعة الحال الخروج عن المسيرة التكاملية للأنسان، وضرب المصلحة الكبرى التي من اجلها خلق، يتضح جليا على بنائه التكويني وبلورة نضجه الفكري، والسير بأتجاه التفاعل مع محيطه بكل تفاصيله، لذلك يأبى علينا المنطق ان نتخيل دخولنا الى هذه الدنيا بدون هدف، او رؤيا واضحة لمنهج من الممكن ان يكون قادرا على تلبية الطموحات، أو أن يكون قد وصل الى نهاية أساسها الجهل، بمستقبل من شأنه ان يعيد كثيرا من الامور الى نصابها .

يحدث الآن تخبط واضح وجليّ على الساحة السياسية، والذي يلقي بظلاله على المواطن البسيط، يدعوا الى نشر ثقافة الانقلاب وبدأ ثورة التغيير التي غابت طيلة سنين حكم سار على وتيرة واحدة، ونظام أقترب من الدكتاتورية والانفراد بالسلطة، فبات في حكم المؤكد والضروري خلق حالة من التحرر، وطرح أفكار ورؤى توازي وتجاري مايحصل من تطور في اغلب أو جميع مفاصل الحياة، والتي يشهدها العالم الخارجي علميا واقتصاديا، وجعل مفهوم قيادة الشباب واقعا بعد ما كان شعارا .

الدولة العادلة بما فيها الحاكم العادل، حينما يتعاطى مع الإنسان في وطنه تعاطي الاب مع أبنائه والاستاذ مع طلبته، فإن تعامله الامثل مع رعيته يكون بمثابة تقوية وتمتين السلطة في البلاد، حيث إن الترابط الامثل ما يزال وثيقا، طالما هناك ثقة متبادلة بين الحاكم العادل وبين الشعب، وعدالة الحكم تتمخض بالتعامل الايجابي مع الجماهير، وتوفير الامن والخدمات لهم بغض النظر عن إنتمائهم والذي يذوب ويتلاشى قبالة الانتماء للوطن .

اهمية الدولة ترجع الى أهمية الانسان، وانها خادمة له ومحققة لأغراضه وأهدافه، ومن هنا وبما لا يقبل الشك أن القيم الانسانية والاخلاقية التي قامت عليها فكرة الدولة المتمكنة القادرة، هي ما يتجه ويسير اليها طموح المواطن، وعلى المستوى النموذجي في النظام المرتجى تأسيس قواعده الرصينة، لنشر قيم العدالة والحرية الواعية، فالهدف الان هو مرحلة مهمة قادمة وكيفية إجتياز صعوبتها، بوضع جميع القدرات والطاقات تحت تصرف إدارة تمثل الجميع، لتحقيق الوطنية أولا ومنح فرص متكافئة، لكل من هو على معرفة تامة بدوره وأهميته، بالتصدي لواقع قد يفرض حالة من التمرد لمن يريد التفرد بالسلطة، وجعلها مسألة شخصية بالنسبة له وللجهة التي ينتمي اليها، الايام القادمة وفي ظل ما موجود من معطيات، ستحدد من هو بمستوى وحجم التحديات، للسير نحو تثبيت دعائم دولة قوية متمكنة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146671
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13