• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الزوجة العدوّ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

الزوجة العدوّ

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ } .. التغابن ١٤

عداوة بعض الزوجات لأزواجهن من الظواهر الإجتماعية التي أثبتها القرآن المجيد ، وكما نرى أنه جاء التعبير صريحاً في الآية الكريمة أعلاه على الرغم من أن التفسير الوارد عن أهل البيت عليهم السلام لهذه الآية كما في تفسير القمي برواية أبي الجارود عن الامام الباقر ع : .. أن الرجل كان اذا أراد الهجرة الى رسول الله صل عليه واله تعلّق به ابنه وامرأته وقالوا : ننشدك الله أن تذهب عنا وتدعنا فنضع بعدك ، فمنهم من يطيع أهله فيقيم ، فحذرهم الله ابناءهم ونساءهم ونهاهم عن طاعتهم .. الرواية ، ومن التفسير نفهم أن الآية تسمّي منع الزوجة زوجها من ان يمارس واجباته الدينية عداوة ..! فتامل

وقد ابتلى بعض الانبياء عليهم السلام بزوجات كان ميلهنّ الى اعداء أزواجهن ، كنوح ولوط ، قال تعالى : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } .. والاية هنا تتحدث عن الخيانة الدينية وخيانة الرسالة التي جاء بها ازواجهن وليس خيانة البغي والفُحش - العياذ بالله - ..

والزوجة العدوّ مما ابتلى به بعض ائمتنا عليهم السلام ايضا ، كالامام الحسن والامام الجواد عليهما السلام اللذان تجاوزت عداوة زوجاتهما لهما الى التعاون مع مَن نصب العداوة لهما بحيث استعملهن في دسّ السمّ والتورط بقتل إمام معصوم ..!!

ولعل السؤال الذي يقفز الى الذهن انه كيف يختار الانبياء والائمة وهم المعصومون المسددون هكذا زوجات ..!!

ومما يمكن قوله هنا ان الانبياء والائمة لديهم الدراية الكافية على اختيار الزوجة الصالحة ، بدليل زوجاتهم اللاتي انجبن الانبياء والائمة من أولادهم ، ولطهارتهن ومقامهنّ استحقنّ ان يكونن وعاءً لأشرف ما خلق الله تعالى .. الا ان الظروف المحيطة تحتم احياناً على الاقدام على هكذا خطوة لمصلحة يراها المعصوم ، كإكراه الامام الجواد ع من زواجه من - ام الفضل - بنت المأمون بمكيدة مأمونية جديدة غير خدعة ولاية العهد هدفها إيهام العامة والحدّ من ثورات العلويين ، فأجبر الإمام من هذا الزواج بحجة أن المأمون يطمع في أن يكون جدّاً لحفيد من نسل علي بن ابي طالب ، ولكن خاب مسعاه فيما أراد ولم تنجب هذه اللعينة من الامام الجواد ولدا ..

وقد تكون الزوجة العدوّ نوع ابتلاء وامتحان يبتلى به الصالحون ، وهذا ما تشير اليه تكملة الاية التي تصدرت هذا المقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ..

فوعد الله على العفو والصفح غفران ورحمة .. فتدبر ..

عظم الله لكم الاجر بذكرى شهادة جواد الائمة عليه السلام




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146540
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12