• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وآتيناه الحكمَ صبيا .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

وآتيناه الحكمَ صبيا

لا مدخلية للعمر في حياة قادة ورؤساء الخط الرسالي الإلهي من انبياء وائمة واوصياء وأولياء .. لأنهم مسددون من قبل باعثهم ومَن نصّبهم في مراتبهم ووظيفتهم بين الناس ، وهو الله جلّ وعلا الذي يعلم حيث يجعل رسالته ، وهذا التسديد تارة يكون بالوحي وتارة بالإلهام والقذف في القلب وتارة بالتوفيق .. ما يحتاجونه من علوم وفنون خاصة بوظيفتهم يجدونها حاضرة عندهم بالطرق الخاصة لا بالكسب والتحصيل المتعارف ..

( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) ، هكذا يخاطب الله تعالى نبيّه نوح في صناعة سفينة ، فكيف اذن بمهام الرسالة والنبوة ..!

وفي القرآن الكريم اكثر من آية تتحدث عن هذه الحقيقة ، اي استثناء العمر لمن كُلّف بمهمة الهية ، فتحدّث عن نبي الله عيسى ع بأنه ( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ) ، وعن يحيى عليه السلام ( يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) ..

والاستثناء هذا يشمل التقدم في العمر ايضا ، حيث لا تعتري هذا الخط الالهي امراض واعراض الكهولة والشيخوخة العقلية والذهنية ، فلا يصيبهم النسيان فضلاً عن الخرف وما شاكل ذلك ، فهم لا يمرّون بمرحلة ( أرذل العمر ) حسب التعبير القرآني .. فنبي الله نوح دعا قومه ٩٥٠ عاماً فضلا عن عمره الذي يتجاوز عمر الدعوة ، قال تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ) ، والخضر عليه السلام الذي عمّر الاف السنين ولا يزال على قيد الحياة - كما يُعبر - ، وامامنا المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي تجاوز عمره ١١٨٥ عاما ..

وها نحن نعيش ذكرى وفاة مصداق آخر لإستثناء العمر في رجال الخط السماوي ، وهو امامنا الجواد عليه السلام الذي تسلّم مهام وظيفة الامامة الالهية عن آبائه عليهم السلام وهو ابن السابعة ، بما تحمل هذه المهمة من اعباء ومسؤوليات غيبية وفكرية واجتماعية وقيادية ومخاطر سياسية ..

ولقد ثبت للقاصي والداني في عصره استحقاقه لهذا المقام الشريف ومقدرته على اداء مهام الإمامة ، وكان تسلّم الامامة بهذا العمر القليل دليلاً قاصماً وبرهاناً ناصعاً على حقانية هذا الخط الالهي وحجةً دامغة على كل المشككين والمرجفين والناصبين العداء لأهل البيت ع ..

عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146510
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12