• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فدائي القناة المجتثة .
                          • الكاتب : محمد شفيق .

فدائي القناة المجتثة

يروى ان احد كبار العلماء الروحانيين جائه رجلين وطلبا منه عمل ( حجاب ) او ( طلسم ) لزيادة الرزق والحصول على ثروة . فقال لهما الشيخ الروحاني ( وما تصنعان بالثروة ) قالا ( ننفقها في سبيل الله ) فرد عليهم الشيخ ( وهل انتما متأكدان من ذلك ) تراجع الاول وقال ( انا لست متأكد )  قد يتنازل المرء في حياته عن الكثير من  المغريات للحفاظ على مبادئه وشرف مهنته . لكن لايستطيع الصمود امام المغريات المالية والمناصب الا مارحم ربك ,  ولذلك يقول ميكافللي في كتابه الشهير ( الامير ) ( قد يتهاون المرء في قتل والده لكن لايتهاون اطلاقا اذا سلب منه مال او عقار ) . كنت اعتقد خاطئا  ان ميكافللي قد اصاب كبد الحقيقة بمقولته هذه . لكن بعد قرائتي لمقال الكاتب والصحفي ( هادي جلو مرعي ) والتي كانت بعنوان ( الى القيادة العامة للقوات المسلحة في هيئة الاعلام والاتصالات ) والتي كانت كورقة يبين فيها الكاتب استقالته من منصبه في هيئة الاعلام والاتصالات ) على خلفية موقفه من اغلاق فضائية البغدادية وخروجه على شاشة القناة المجتثه في عراق الاجتثاث, حيث كان حديثه في  غاية المهنية والموضوعية لان السيد جلو  نذر نفسه للدفاع عن الصحفيين وحرية وسائل الاعلام المختلفة في البلاد وترئسه مؤخرا لمجلس ادارة مرصد الحريات الصحفية .
في صبيحة ذلك اليوم , كانت هيئة الاعلام بالمرصاد للسيد هادي جلو حيث انتقدت موقفه وخيًرته بين الاستقالة او التنديد بالبغدادية . كتخيير عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد  قائلا ( لك سواد هذه الليلة اما ملك الري او نصرة الحسين ) فأختار السفيه ملك الري الذي لم يحصل عليه حيث نكث يزيد بالعهد . لكن هادي جلو لم يقل امهلوني سواد الليلة بل قدم استقالته فورا وكأني به يقول ( الا ان الدعي ابن الدعي  قد ركز بين اثنتين بين الاستقالة والتنديد وهيهات من التنديد يأبى الله لي ذلك وقراءا طابت لهم مقالتي ) متأسيا بذلك بصاحب اعظم مبدأ في التاريخ الامام الحسين بن علي . حيث تنازل هادي عن منصب يحلم به كل صحفي عراقي. 
مستشار الهيئة , ابهة , فخفخة , قريب من الحكومة ورجالتها كقرب بياض العين من سوادها . علاوة على ذلك راتب ( لذيذ ) مقداره مليون ونصف المليون دينار . هل تعلمون ماذا يعني راتب مليون ونصف المليون شهريا وخصوصا كحالة هادي جلو الذي يسكن اطراف العاصمة وسط جبال من النفايات في بيت ضاق بأهله متخذا غرفة صغيرة للسكن ؟ هل تعلمون ماذا يعني للزوجة ان يكون زوجها  في هذا المنصب لتفتخر بذلك
بين ابناء جلدتها , وان يأتيها زوجها بقطعة ذهب بداية كل شهر . بالمقابل هل تعلمون حجم الانتقادات التي توجه اليه جراء اتخاذه هذا القرار من قبل اهل بيته. لكن هادي اصبح بموقفه هذا مثالا وانموذجا ليس للصحفيين والاعلامين فحسب , بل لكل صاحب مهنة ورسالة في الحياة بأن لايضعف امام ( وسخ دنيا ) عزيزي هادي جلو كما قلت لك في الاتصال الهاتفي والذي كان بمثابة ( البراسيتول ) اذاب عنك الصداع الذي ازعجك 12 ساعة , بأن موقفك هذا سيسجله لك التاريخ بأحرف من ذهب بغض النظر ان كانت البغدادية مسيئة ام محسنة . وسأفتخر امام جميع الاصدقاء الذين كانوا يقولون ( يا صحافة , الصحفي بعزيمة اخلي يسويني نبي ) بأنه خرج منا هادي جلو في زمن تحول الصحفي للاسف الى ( متسول بطريقة حضارية ) علينا جميعا مساندة هذا الكائن الاليف في هذه الغابة المفترسة فهو ضحية القناة المجتثة
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : هادي وبرهان في 2010/11/24 .

اما هادي فهو هادي جلو مرعي , واما برهان فهو برهان الشاوي ..وشتان ما بينهما فالاول فعل ما جعله كبيرا في عيون الناس والثاني يتصاغر امام المغريات .هادي في صف اهل المباديء والمدافعين عن قيمهم والمتمسكين بثوابتهم اما برهان فلا يزيد عن ان يكون واحدا من الاذناب الذين يعتاشون على فتات موائد السلطان ولو على حساب المباديء.وبمقدار ما تتسامى قامة هادي تتقزم قامة برهان , فاين الثرى من الثريا ؟!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1464
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15