وجود المثير الدلالي للعنوان ( ابنتي ) جعلنا قريبين من فكرة القصة خطاب بين ابنة واباها وهذا الاشتغال سيحتاج بدوره لمضاعفة مهمة تنشيط المؤثرات الدلالية الاخرى ، لتلج اغوار العلاقة وتكشف عن بنية قادرة على رفع امكانية التعبير ، تعالق العنوان مع النص جعلنا نخشى على المنجز من المباشرة والوضوح الباذخ ، لكن القاصة منتهى محسن تمكنت بعملية دقيقة ان تخط لنفسها خصوصية قصدية فاعلة ، معظم الكتاب يسعون لتفاعل وتلاؤم بين عناصر الحكاية وعنوانها شكلا ومضمونا ،الا ان الكاتبة منتهى محسن استطاعت استثمار شعريتها العالية لتشغل منطقة التوئمة مكونة الأفق الوصفي لسمات النموذج الرمزي الاب ، جعلت للبزة العسكرية هيبة ، وجه ابيض / عينين عسليتين / صوت نقي يرتبط بالدلالة المكانية ، لو تابعنا المفردات الوصفية ( السمة اللونية ) الوجه الابيض / العين العسلية / المكان اخضر / الازهار الملونة) ، واستطاعت الكاتبة ان تبدع بتجليات جمالية ترتكز على البنية الجمالية تثوير النص عبر السمات الحياتية التي استلتها من الذاكرة ساهمت اللغة في كشف بعدها الدرامي ( صافحت عيناي وجهه ) ( كنت ابحث عنه فيه ) هذه المادة الاجتماعية كشفت عن موجهات وصفية شفافة ، ( الشموخ / العزة / الكبرياء / السجل الحافل / الانجازات المكللة / سيرة عز / تنوع / نعمة القهقهة ) الخطاب الايحائي ، ابعد النص عن التكرارية والنمطية ، واعتمدعلى المرتكزات الدلالية في تفعيل حراك النص ، الابتعاد عن محدودية الدال والى عمق وجداني .. الحديقة / عناقيد العنب المتدلية / شغف الزراعة ليعكس لنا الاثر الحياتي / فكر راقي رقراق / حضور اخاذ ومكانة مرموقة/ وهج حكمة وصداها والكم الهائل من الارتباط الروحي الخلاق ،نص فاعل قدم لنا كاتبة قصة متميزة
|