• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحــادي عـشـر! .
                          • الكاتب : افنان المهدي .

الحــادي عـشـر!

  الحادي عشر من ذي القعدة؛ تاريخ لا يُشبهه تاريخ، ويوم ليس كسائر الأيام!
وقعه مختلف جداً على قلبي؛ ونفسي وروحي؛ بل وحتى على جسمي! 
فقلبي يعتصر في هذا التاريخ؛ ونفسي يحصل لها شيء أشبه باختلاط المشاعر؛ شبيه للازدواج؛ لحمل شعورين متناقضين؛ شعور الفرح والحزن، شعور الأمل والألم، شعور الصمت والبوح، وروحي تنسلخ عن بدني؛ ليبقى جسداً لا حياة فيه؛ وروحي محلقة في سمائه الصافية؛ ذات الزرقة النقية؛ والنسائم العبقة، التي لا طالما أظلتني وأنا أنعُم بقربه، في أيام مضت، ذاكرتي لا زالت حُبلى بأنصع صور الحظوة عنده، هناك؛ حيث كنت عند البوابة وبمحاذاة المدخل المخطوط عليه (دخول خواهران) ذات الستائر الخضراء، ورائحة ماء الورد، أقف وقفة المنكسر، المغرورقة عيناه بدمعه؛ الذي كاد يعميه لفرط حبه وهيامه وولعه وشوقه بيوسف قلبه، عند بابه كنت أقف وقلبي تتسارع نبضاته؛ ولساني يتمتم: (اللهم إني وقفت على باب من أبواب بيوت نبيك صلواتك عليه وآله). 

أما حين الولوج للحرم المبارك التي تطمئن النفس فيه؛ وتأنس وتزدهر؛ فتلك حكاية أخرى! 
فبعد تخطي حاجز التفتيش؛ تتقاطر الدموع كشلال منهمر؛ وتسري ارتعاشة في البدن، وتتتسارع نبضات القلب كمرجل يغلي، لا يستقر ولا يهدأ إلا حين يكحل عينيه التي تسبق لسانه المتلعثم؛ والعمياء عن كل ما حولها، فقط تبصر القبة الذهبية والمنارة السامقة ولسانها يردد: (اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى، الإمام التقي النقي وحجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى، الصدّيق الشهيد صلاة كثيرة تامة، زاكية متواصلة متواترة مترادفة كأفضل ما صليت على أحدٍ من أوليائك).
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146029
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13