• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تنزيه المسيح من الطعن الصريح . هل كان السيد المسيح شاذا ؟ .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

تنزيه المسيح من الطعن الصريح . هل كان السيد المسيح شاذا ؟

  💦 من قام بتأليف الأناجيل تأثر بشدة بالوضع السائد الذي كان يروّج للشذوذ الجنسي حيث كان الشذوذ شبه عبادة لدى الرومان فقد تأثر الكاتب بذلك مما انعكس على ما كتبه في هذه الأناجيل. فكما يعلم من له إلمام بالتاريخ بأن الرومان كانوا يعتبرون للواط حالة مقدسة لا يجوز ممارستها إلا من قبل ذوي الجاه والمناصب الرفيعة ولذلك كانوا يقتلون كل من يمارس اللواط من العبيد. حتى أنهم صنعوا التماثيل التي تُمجد بجمال الذكور واظهروا مفاتنهم . ولذلك اعتبروا من اللائق أن يُمارس يسوع المسيح اللواط مع بعض تلاميذه أو ممن أحبهم لان ذلك يُليق به جدا كشخصية مرموقة لها وزن ديني وسياسي ويعتبرون أنفسهم بذلك يُحسنون صنعا للمسيح لأنهم وضعوه في مكانه بين النبلاء.

💦 ومن هنا نرى من قام بكتابة الأناجيل يبين لنا أسباب عزوف السيد المسيح عن الزواج ذلك لأنه كان يهوى الغلمان كسيد شريف من عليّة القوم.ومن هنا ذكر الإنجيل علاقات السيد المسيح مع بعض تلاميذه بصورة مريبة حيث يقول (التلميذ الذي كان يسوع يحبه، الذي كان يرتدي الملابس الشفافة التي تُبدي ما تحتها ، وكان يجلس متكئا عاريا في حضن يسوع).(1)

💦 والغريب الذي نراه في هذه الأناجيل أن السيد المسيح سكت عن تحريم أو ذم الشذوذ واللواط، ولكن بولص اليهودي المتنصر نراه يقوم بتكفير من يُمارس المأبونية (الشذوذ) في نص صريح وكأن الوحي نسى أن يُنزل ذلك على السيد المسيح فتدارك الأمر وانزل التحريم على بولص المارق، ولو قرأت الأناجيل الأربعة لما وجدت أي إشارة إلى ذلك بل بالعكس ستجد التشجيع على الشذوذ بأبشع صوره وكلهُ يُنسب للسيد المسيح ، بينما لو تفحصت إنجيل بولص لوجدت نصوص التحريم واضحة . مع أن بولص كان يهوديا رومانيا لا يرى بأسا في الشذوذ لا بل أن إنجيله يذكر بأنه هو كان شاذا ولا يتحرج بولص من ذكر ذلك بين ثنايا إنجيله.(2) وهذا من التناقض العجيب المريب الذي يُحاول بولص من خلاله التشويش على العقيدة المسيحية ومسخها.

💦 محرمات بولص الأحد عشر التي ذكرها في إنجيله كلها حرام على الناس ولكنها حلال عليه فهو يُمارسها بامتياز وهذا باعترافه. فبعد أن ذكر محرماته الأحد عشر ختمها بأن كل هذه المحرمات تحل له كما نقرأ في قوله : (الظالمين لا يرثون ملكوت الله. لا تضلوا: لا زناة ولا عبدة أوثان ولا سارقون ولا طماعون ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور، ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون. كل الأشياء تحل لي).(3)

💦 بولص في هذا النص قام بتحريم احد عشر عادة سيئة، ولكنه استثنى نفسه من ذلك حيث اعتبر كل الأشياء تحل له ولم يُبين لنا كيف تحل له فقد قرأنا ما قبل النص وما بعده فلم نجد شيئا. ويُسود الاعتقاد أن بولص قال هذا الكلام لكي يُبرر شذوذه الجنسي لأن الناس كانوا يعرفون بولص جيدا.وبسبب ذلك احتضنت المسيحية الشاذين واللواطيين من كل الأصناف بحجة المحبة وفي مقال كتبه القس حنا كتناشو تحت عنوان : (اللواط : الجنس المثلي بين الذكور) ، بتاريخ 31/آب/2018 قال في الفقرة الثالثة من مقاله : ثالثا، نحب كل الخطاة بكل أنواعهم لأن الله محبة. نكره وندين الممارسة اللواطية لأنها تسيء لله ولكننا نحب اللواطيين فهم أحباء الله مثل باقي البشر. ولا نريد إساءة معاملتهم بأي شكل من الأشكال وندين أي تعدي شخصي عليهم إذ يجب أن نتعامل مع كل إنسان باحترام ونمكّنهم بكل الطرق الممكنة للتقدم في حياة القداسة والطهارة. وهكذا يرى هذا القس أن اللواطيين أحباء الله.

💦 أنا أرى أن مظلومية السيد المسيح جاءت بعد رحيله بسنوات طويلة فنُسبت له شتى الاتهامات الباطلة على يد اليهود والدولة الوثنية الرومانية ، ومنها تهمة الشذوذ وتهمة الجبن والخوف واتهامه بأنه لا يُصلي ولا يصوم وعاق بأمه وسارق للحمير وصانع للخمور وحليف الزواني، ولكن السيد المسيح كان بعكس ما يقوله المتأخرون، ودليل ذلك أن المعاصرين للسيد المسيح لما رأوه صادقا شريفا نزيها طاهرا عفيفا أطلقوا عليه (ابن الله) تشبيها بالملائكة الذي يطلقون عليهم بأنهم أبناء الله.(4) وقد شهد القرآن للسيد المسيح بالنزاهة ووصفه بأحسن الأوصاف هو وأمه فقد وصفه بالوجاهة ومن المقربين إلى الله تعالى واعتبر السيد المسيح بأنه كتلة من الحق : (وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ... ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون).(5)

📛 المصادر:
1- ومن ذلك ما جاء في إنجيلي مرقص ويوحنا (وتبعهُ شاب لابسا إزارا على عريه فامسكه الشبان فترك الإزار وهرب عريانا.وكان متكئا في حضن يسوع وكان يسوع يحبه.اتزر بثوبه، لأنه كان عريانا). إنجيل مرقس 14: 51. إنجيل يوحنا 13: 23. إنجيل يوحنا 21: 7. إنجيل يوحنا 21: 20.

2- رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 7. يُشير بولص إلى ذلك بتعبير خفي ويعتبر اللواط شوكة في جسده توخزه من قبل الشيطان ولذلك لم يتزوج، ولكن اغلب من كتب عن بولص أشار إلى أن بولص يُشير إلى عادته القديمة في الشذوذ كما فعل في مدينة لسترة مع تيموثاوس ابن اليهودية الشاب العشريني القوي الذي شفط بولص قضيبه بفمه بحجة الختان بعد أن انفرد به في مكان بعيد. يقول بولس عن هذه الحالة التي يُعاني منها كما في رسالته الثانية إلى كورنثوس 12 :7. (أعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني).

3- رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 9.

4- الكتاب المقدس يطلق على الملائكة بأنهم أبناء الله كما يقول في إنجيل لوقا 20:36. (الملائكة أبناء الله). نسبوهم إلى الله نظرا لطهارتهم وارتباطهم بالله تعالى وكذلك قالوا للسيد المسيح إنه ابن الله تشبيها بالملائكة كما يقول الإنجيل في متى 14:33 : (فسجدوا وقالوا بالحقيقة أنت ابن الله).
5- سورة آل عمران الآية : 45 ، و : سورة مريم الآية : 34.


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : منير حجازي ، في 2020/07/03 .

تحياتي إلى أخي الكاتب وادارة الموقع الموقرين .
الغريب العجيب ، هو اني قرأت الموضوع على صفحة الكاتب فلم اجد فيه إلا دفاعا عن شخص السيد المسيح ضد ما نُسب إليه من تهم شائنة باطلة وقد أجاد الكاتب فيه . ولكن الغريب ان ترى الكثير من المعلقين المسيحيين يعتبرون هذا الموضوع إسائة للسيد المسيح ولا أدري كيف يقرأون وماذا يفهمون أين الاسائة والكاتب يذكر السيد المسيح باحسن الذكر وأطيبه ويعضده بآيات من القرآن الكريم ثم يقول ان ديننا يأمرنا بذلك.
أثابكم الله .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145976
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28