• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشعب لا يريد كلام ! .
                          • الكاتب : علي محمود الكاتب .

الشعب لا يريد كلام !

لماذا حين يقترب أو يحلم شعبنا في كل مرة بالوحدة يشعر انه يطلب المستحيل من قيادته المباركة والمتوضئة ؟!

وهل صحيح أن قيادة الشعب الفلسطيني لا تجيد في علوم الفعل إلا المصطلحات اللغوية الجوفاء ، من قبيل كان اللقاء ايجابياً وودياً جداً ، وكان الحوار مفيداً وتطرق الحضور الى مختلف قضايا الخلاف وبحث جميع السبل والخطط التي من شأنها إنهاء الانقسام و للأبد ، ونطمئن شعبنا ، فطرفي الخلاف قد بات حريص كل الحرص والجدية نحو تحقيق الوحدة الوطنية ؟!! …..

لا ادري اذا كان لدى قادتنا تصور أو قناعة بان شعبنا يعاني من الطرش أو العمى أو قلة الفهم أو انه قد مسه الشيطان فبات غير مبالي بأمر تحقيق الوحدة أو أنه عجول فلم يعد باستطاعته الانتظار لمزيد من سنوات الانشقاق ،أو أن هذه  المصطلحات التي يطلقها أصحاب القرار هنا وهناك بالداخل والخارج ، هي من قبيل رفع العتب عن كاهل التنظيمات الفلسطينية العقيمة وإبراء لذمتها الوطنية الهشة والمنقسمة أو أنها بالونات اختبار لمعرفة مدى صبر هذا الشعب ؟!

لقد مللنا تلك التصريحات والصورة الباهتة والابتسامات المخادعة ، وبات اصغر طفل بين أبناء شعبنا ، يعلم علم اليقين أن قضية الوفاق بعيدة المنال ، بعد السماء عن الأرض وان مسكنات من قبيل الابتسامات العريضة واللقاءات المتلفزة والمتكررة بالعواصم العربية دون تطبيق فعلي للنوايا على الأرض لن تفلح في أقناع شعب بات لا يثق في قيادته وفي أفعالها !

أن شعبنا بكل أطيافه يريد الوحدة ولا يكترث كثيراً اذا كان تنظيم الخارج يتصرف بشكل منفرد ودون موافقة تنظيم الداخل أو أن العقدة في أيهما أسبق على الوجود البيضة أم الدجاجة ، فلتذهبوا أن شئتم الى الصين لتحضروا لنا بضاعة أكثر رواجاً من بضاعة التردد والشروط منتهية الصلاحية !

نعم لقد مللنا تحركاتكم وأفكاركم وتصريحاتكم وابتساماتكم ونقترح عليكم أن تتركوا هذا الشعب ولترحلوا نحو أرض بلا شعب ،،، فقومنا لديهم من القضايا الوطنية ما هو أهم من برامج "التك شو" التي أرهقتم عيوننا بمشاهدتها !!

ربما لم تحسنوا للان الإحساس بمعاناة شعبنا الذي أضحى يعيش وحل الانقسام ويعاني الترحال من أزمة الى أزمة ،، فلم يعد هناك بصيص أمل في شئ ولينظر الجميع الى حالنا وبدون تزيين للكلمات ،، فالقدس تهود كل ثانية والحواجز التي تفتك بالضفة الغربية تزداد حاجزا كذلك كل ثانية ً ، وحالة غزة البائسة حدث ولا حرج ، لا هواء ولا ماء ولا كهرباء !

كيف تطلبون من العالم دعم قضيتنا وانتم لا تدعمونها ؟!

هل يعقل أنكم لم تدركوا للان عظائم الأمور ونتائج الانقسام التي يعاني منها شعبنا، أم أن المركب لابد لها أن تغرق بفضلكم نحو قدس يهودية وضفة استيطانية وغزة نفقية ؟!

نعلم أن حديثنا لن يصل إليكم ، لان صراخنا وأوجاعنا لم تصلكم من قبل وانتم تتجولون في رحلات سياحية وترفيهية لبقاع العالم تطلبون النجدة والعون والمدد ، ولكنكم أغفلتم امراً هام ……أن قيادة بلا شعب موحد لن تمثل الا فراغ وهزيمة سياسية من مرحلة الى مرحلة !

نعلم أن بينكم قوم عقلاء يتبنون نهج الصدق ويعملون بإخلاص لتحقيق الوحدة وعلى رأسهم رئيسنا الصابر الممسك على الجمر أبو مازن ، فهل يستيقظ باقي القوم ،وهل تتحرك ضمائرهم ويرفعون المعاناة عن كاهل أمتنا وهل يعلمون أن صولجان الحكم وقوة البطش لن تدوم ولن تحميهم ، حين تصل المرحلة بشعبنا لذروتها ، وان مسألة نزوله للشارع قد باتت قاب قوسين أو أدنى ،وليكن الربيع العربي عبرة لأولئك الذين يراهنون على الوقت وفعله ؟!

فحكم الحديد والأمر الواقع لن يدوم والسلطة والسعي الحثيث للمكوث على عروشها وهم كبير، لأننا لسنا بسلطة ولسنا بتشريعي ولا بمجلس وزراء ، والأحزاب ليست بأحزاب ولم تكن يوماً لخدمة الشعب ! ولكن الحقيقة المؤكدة أن شعبنا هو الباقي وهو الفعل والحلم والأصل، والقدس هي بوصلته، فما بالكم لا تفهمون ولا تشعرون ولا تتعظون ؟!

لتعلموا أن شعبنا لا يريد "كلام" بل أفعال ، و أننا براء منكم ومن حواراتكم ولقاءاتكم العبثية حتى تتفقهون معنى الآية الكريمة :

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران103).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14579
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15