يتعرض الكاتب والصحفي والقلم الحر الى كثير من الإغراءات والمساومات ، ومن أهمها إغراءات المال والسلطة .
وللراحل الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل بما يملكه من قلم ورأي وفكر مؤثر في الرأي العام العربي وغير العربي ، فإنه قد تعرض إلى إغراءات مختلفة ومنها إغراء المال الخليجي الذي فتك بالوسط الثقافي والإعلامي العربي منذ عقود طويلة ، وقد عبّر الأستاذ هيكل عن هذه القضية في مقالة كتبها سنة ١٩٥٨م ، تجسدت في رسالة للملك سعود بن عبد العزيز خاطبه فيها : ( *يا صاحب الجلالة كل الأقلام تحطمت على أعتابك إلا هذا القلم* ) . وبالفعل فقد ظل هيكل عصيا أمام المال الخليجي والسعودي تحديداً حتى وفاته رحمه الله .
مؤسف جداً أن تفاجئ بقلم حر أو كاتب صحفي أو إعلامي مميز ، قد انحدروا عن موقعهم المهم في خلق الفكرة الحرة والرأي الناقد من أجل القضايا العامة للمجتمع والوطن ، وأصبحوا صدىً لمن لا يفكر لكنه يملك المال ، وتبعاً لمن لا يعقل أملاً بمنصب أو كرسي متهالك ، أو أنهم باعوا صوتهم وصمتوا عن قضايا تمس كرامة وطنهم أو عزة مجتمعهم مقابل حفنة دنانير وهدايا بخسة .
ظاهرة شراء الأقلام صوت الكتّاب والصحفيين ، هي من أخطر الظواهر الأجتماعية والثقافية والسياسية في أي بلد ودولة تبغي النهوض وترمي للتقدم والإزدهار .
|