ولطه النبي يشدو قصيدي
جعفر المهاجر
جمح الوجد والجوى في دمائي-وتعالى الدوي في أعضائي
فلأي العظام أهدي حروفي-ولأي التقاة يهفو ولائي؟
ألغير النبي يشدو قصيدي – ولغير الرسول رمز النقاء؟
قد عشقت الجلال في خلجاتي - هوزهوي وفيه يحلو ثنائي
جلجل الدم في عروقي لأشدو- لحبيبي وسيدي ورجائي
هو بحر من الفضائل جم - وسمو على السنا والبهاء
أودعته السماء طهرا فريدا- لم تنل منه جوقة اللؤماء
منحته أجل وأسمى السجايا- بنداء من رب عرش السماء
وحد الخلق بعد طول انتظار- تحت ظل المحجة البيضاء
فضلال طغى وظلم بغيض –وسقوط في غمرة جهلاء
عنعنات دميمة وضياع – هي أدهى من دهية دهياء
نصب ترتجى ووئد ورق- قد تلاشت بأكرم الكرماء
أحمد الطهر شاهد وبشير – سيد الكون والد الزهراء
أحمد الحق منذر ونذير - وأمين لشرعة سمحاء
أحمد الغوث شافع وشفيع –وحبيب ومنبع للنقاء
أحمد الصدق للرقي دليل- وسمو في قمة الجوزاء
أحمد النور طاهر وطهور – هو منجى ومقصد الأتقياء
أحمد الحلم والتقى والتآخي - وخلود في صفحة غراء
أحمد الفخر للنفوس نجاة – غيثه الثر مستديم البقاء
أحمد البذل والنهى والعهود –هو رمز مقدس للوفاء
أحمد الدر والجمان المصفى – والصفاءان معلم للهناء
ولطه النبي تهفو البرايا - رغم كل الجناة والأشقياء
جئتك اليوم سيدي ياشفيعي - بلهيبي وعنفوان حدائي
جئتك اليوم حاملا نوح جرحي- يامعيني في شدتي وبلائي
جئتك اليوم كاشفا شهقاتي-وتركت الكلام للفصحاء
فجراحي عميقة في الحنايا- وسعير يمور في أحشائي
أنت عوني ومنقذي وطبيبي- وشعاعي وحجتي وشفائي
جئت أشكو أليك سود البلايا – من رياح كثيفة سوداء
من ذئاب تلوك لحم اليتامى- تتغذى على نجيع الدماء
من شرار قد خالفوا كل عرف- وسموم كريهة صفراء
ضجت الأرض واشرأبت ذنوب- من نفاق وفتنة عمياء
فجراحي عميقة في الحنايا – وسعير يمور في أحشائي
أنت هدي بعد الأله أكيد - وشعاعي وحجتي وشفائي
كم تجنوا وشوهوا وتمادوا- لينالوا من نورك الوضاء
أمة القدر وهنت واستكانت- كل يوم مسارها للوراء
لاعبتها الرياح شرقا وغربا – ومناها قد صار محض هباء
وتباهت بمرية واختلاف - وتداوت بذلة الضعفاء
كل يوم مضاؤها يتشظى - لتبيح القياد للأعداء
هذه القدس تستغيث وتشقى – جرحها غائر عظيم البلاء
طعنوها بكل سهم حقود - وتباهوا بلا أقل حياء
حفر الزيف في الضلوع ثقوبا – وتعبنا من لعبة الأدعياء
كم صبرنا على ظلوم غشوم – حرف الدين عن سبيل الأخاء
وغدونا في مسرح دموي – وذبحنا بخنجر السفهاء
هم أسود على الشعوب ولكن- خانعون لرغبة الأقوياء
طعنوا الدين وادعوه جهادا - ليطيروا في (الجنة ) الغناء!
سلكوا البغي منهجا وطريقا - يالبؤس العقارب السوداء
في ثرانا كم استبيحت دماء - وأقمنا شعائرا للعزاء؟
أي دين يمزق الناس عمدا- أي شرع يبيح سفك الدماء؟
فلآل النبي تشدو الحنايا – التقاة الأباة سفر الفداء
النجوم الهداة رغم الليالي- حجج العالمين أهل الكساء
هم طريق النجاة عبرالعصور – في جهاد الأبرار والشرفاء
نهلوا العلم من نبي مزكى - سيد الطهر أسوة ا لنجباء
لاتلوموا أن عرشوا في فؤادي- وتناموا كالدوحة الورقاء
حملتهم جوارحي نبضات - باقيات في مهجتي ودمائي
يابشيرا جبينه كشموس – قد أطلت على دجى الصحراء
أحمد المصطفى جلال بهي – هو أعلى من قمة العلياء
فدمائي وأحرفي وضلوعي - تعشق النور سيد الأنبياء
جعفر المهاجر -السويد