إمبراطوريات تتصدع وصروح تتهاوى
ودول عظمى لو طال بها بلاها
لصارت أطلال بعد عمران ! وأثر بعد عين
تتسارع الأحداث وتتساقط الليالي والأيام كأنها خرز مسبحة انقطع عقدها
لانكاد نحل معضلة حتى دخلنا في أشرس منها
لانكاد نبصر نهارها حتى غشانا ليلها الحالك بغياهب ظلماته
الى أين المسير ونحن كراكب الصعبة في فلاة
حرها هجير ورملها خطير
ولانجد فيها ماء غير قطرات الندى على شفرات السيوف !
أيام كأنها لحظات وشهور كأنها ساعات
حروب هنا وانحلال هناك
وزلازل وأعاصير وحرائق وفيضانات
وبلاء صار يسري بين الأقطار والأمصار كالنار في الهشيم
بحد سيفه تخلّت الأمبراطوريات عن مقدراتها
كما يرمي أهل السفينة المخروقة حملها ومؤنتها من أجل الخلاص
وكأن الدنيا بأبراجها وأركانها تلفظ انفاسها الأخيرة
ومابين ضجيج وأنين
وصراخ وحنين الى ماض ربما ليس لجماله بل لأن الحاضر أدهى وأمرّ وعتمة مستقبل
تلاشت بين طياته كل الخلافات الدموية بين المسلمين
وكأنهم ينتظرون قائد ومخلّص اختلفوا بين ولادته و غيابه
لكنهم اتفقوا على قدومه بعد ظلم الليالي وجور الأيام
ليتسائل الجميع هل نحن في زمن الظهور ؟
هل هذا عصر الظهور ؟
هل هذه ارهاصات الظهور ؟
علامات تتحقق وأخرى ترتجى
وقلوب تتأمل وعيون ترمق أطراف الشهور
علها ترمق بخيط فجرها ظل فارس ادخره الله لينقذ العالم بأسره !
وكأن الأرض تتعقم لوليدها
وكأن الكعبة تتهيأ لسادنها
وكأن المساجد تترقب إمامها
يا إمام عيسى عليه السلام
يابقية الله في أرضه
لانوقت ظهوركم الشريف سيدي
ولكن نُمني النفس بكم يا حجة الله
يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين
العجل العجل ياصاحب الزمان
|