بعد أن خلُصنا في الليلة الماضية
من أنَّ صلاح المجتمع يبدأ من صلاح الفرد
وبعد هذه المقدمات (البديهات ) ونحن على شواطيء الأخلاق
لايمكن الإبحار في محيطاتها الشاسعة بقارب نجاة !
فما أنا الا رجل يتمنى الوضوء بلج مائها
فضلاً عن التيمم بذرات رمل سواحلها آناء الصلاة !
لذلك أكتفي بالإشارة عن البيان
وبالجزل عن التفصيل
أخوتي أخواتي ونفسي الأمارة بالسوء
إذا لم نستطع ردع الفاسد المتجاهر بالعصيان
ولم نمتلك حتى الجرأة لنصحه والوقوف بوجهه
بحجج ( حقيقية ) خوفاً من الأذى النفسي والبدني
و( غير حقيقية ) كالتردد وعدم الثقة بالنفس بغير محلها
فعلى الأقل يجب أن لانكون شركاء معه في المعصية
فلاتُحابي أحداً على باطل مهما كان ويكون
حتى وإن كان أخاً وصديقا وقريب
فربما يجهل المقابل حجم وعظيم خطأه عند الله
فكن أنت مرآته التي تريه حقيقة خطأه بدون مجاملة بغير وجه حق
فيتحتم علينا ومن باب الدين والأخلاق
أن نلاقيه بوجوه مكفهره
كما قال أمير المؤمنين عليه السلام :
(أمرنا رسول الله أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة) !
وقوله ﷺ ( من رأى منكم منكراً فلينكره بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه..»
وقوله ﷺ : << كيف بكم إذا فسد نساؤكم ، وفسق شبّانكم ، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟..
فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله ؟!..
قال : نعم ، وشرٌّ من ذلك ،
كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ، ونهيتم عن المعروف ؟..
قيل :
يا رسول الله !..
ويكون ذلك ؟..
قال : نعم ، وشرٌّ من ذلك ،
كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً ؟.. ص181
..............
المصدر: قرب الإسناد
فنخشى أن نجرح مشاعر العصاة فنضحك بوجوههم
لأنهم أصدقائنا وزملائنا وأقربائنا !
وغير آبهين بقول الإمام الحسين (عليه السلام) حيث قال:
"مَن طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله أُمور الناس، ومَن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس
الأمالي: للشيخ الصدوق، ص١٦٧.
متناسين قوله تعالى : (( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ))
كورونا الأخلاق هي
مجاملة الباطل والضحك بوجه الفاسد والعاصي على حساب الدين والإنسانية
|