• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشيعة بين احتلالين .
                          • الكاتب : اياد حمزة الزاملي .

الشيعة بين احتلالين

اثبت الشيعة على مر التاريخ بانهم ثوار ومتمردون على كافة اشكال الحكم واتخذو جانب المعارضه ضد الحكام بعد ان نكث المسلمون ببيعة الغدير وخانوا الامانه التي اودها الله ورسوله في تنصيب امير المؤمنين الامام علي (صلوات الله عليه) خليفة في المسلمين بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه واله) وهنا تبلورت عقيدة التشيع وهذا بحث يطول مقامه ولسنا هنا بصدده ولكن من باب تسلسل الاحداث التاريخيه

ولكن بعد فاجعة كربلاء الداميه اخذت لغه التفاهم بين الشيعة والسلطة الطاغوتية هي لغة السيف والدم التي استمرت لاكثر من الف عام دفع الشيعة خلالها انهار من الدماء ثمن لمبادئهم وعقيدتهم .

لو نظرنا نظرة سريعة الى التاريخ الحديث للعراق والى التطور التاريخي نظرة موضوعيه فأننا سوف نميز بين دولتين الدوله الاولى هي الدوله الناجمه عن ثورة ١٩٢٠ والثانيه هي الدوله التي تكونت وتمحورت حول دستور ٢٠٠٥ وهناك تشابه كبير بين الدولتين في كثير من النقاط فثورة العشرين التي قادها الشيعة ضد الاحتلال البريطاني والتي جائت بفتوى من المرجع محمد سعيد الحبوبي (قدس سره) ونائبه السيد محسن الحكيم (قدس سره) الذين وقفوا الى جانب الدوله العثمانيه التي كانت تدعي الاسلام زورا وبهتانا ضد قوات الاحتلال البريطانيه علما ان الدوله العثمانيه كانت تعامل الشيعه بمنتهى القسوة والظلم واعتبرتهم مواطنين من الدرجه الثالثه .

الا ان المبادئ والقيم الاسلاميه التي كان يعتنقها الشيعة دفعتهم للقتال الى جانب الدولة العثمانيه الظالمه الغاشمه الفاسده ضد قوات الاحتلال البريطاني وقد كلفت هذه الثورة الشيعة اكثر من ١٥ الف شهيد عندما انسحب الجيش العثماني تاركا ظهر الشيعة مكشوفا للقوات البريطانية المحتله التي فتكت بالشيعه فتكا مرعبا وقاسيا و وحشيا في ابشع عملية غدر وخيانه في التاريخ الاسلامي قامت بها الدوله العثمانيه .

وهذا يعتبر خطأ سياسي واستراتيجي قاتل وقع فيه الشيعة في فخ وغدر القوات العثمانية والقوات البريطانية

شكلت قوات الاحتلال البريطاني عام ١٩٢١ مايسمى الحكومة العراقية رفض الشيعه الاشتراك في هذه الحكومة باعتبار انها حكومه منصبه من قبل قوات الاحتلال البريطاني بينما اشترك السنة بكل قوتهم في الحكومه ليحصلوا على الغنائم والمكاسب فالملك هو سني ورئيس الوزراء هو سني ومعظم الوزراء هم من السنة وكذلك الضباط والدرجات الخاصه والرفيعه والاطباء والمهندسون وكل المراكز الحساسه في الدوله اصبحت بيد السنة علما ان السنة كانوا متواجدين في كل المراكز المهمة والحساسه للدولة العثمانيه وفي قيادة الجيش واحتفضوا بمواقعهم المهمة والحساسة هذه لغايه الان

بينما الشيعة كسبوا من ثورة العشرين اصبحو فلاحين او عمال او شرطة او جنود وكانو الشيعه هم طبقة الفقراء والمسحوقين والسنة هم طبقة الاغنياء والمترفين علما ان الشيعة هم الاغلبيه من الشعب العراقي حيث يشكل الشيعة حوالي ٨٠% من نسبه الشعب العراقي

اذن فالدوله العراقيه الاولى هي في حقيقتها كيان استعماري من صنع بريطاني تعود الى فترة الانتداب البريطاني للعراق وكان تبرير استعمار بريطانيا للعراق تحت ذريعه الحريه ونقل الحضاره والمدنيه وباسم حق الشعوب في تقرير مصيرها ونشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان وهي نفس الشعارات التي رفعتها امريكا عند احتلالها للعراق عام ٢٠٠٣

حصل السنه الحاملين للجنسيه العثمانيه على الجنسيه العراقيه اوتماتيكيا بعد تأسيس الدوله العراقيه الاولى بينما توجب على باقي المكونات وخصوصا الشيعه ان يتقدمو بطلبات وان يثبتوا عراقيتهم لكي يحصلوا على الجنسية العراقيه

اما سلطات الاحتلال الامريكي عام ٢٠٠٣ فقد عملت على مبدأ عدم تسليم السلطه للاغلبيه بل عملت وفق مبدأ المشاركه والشراكة والتوافق الوطني وتمثيل جميع المكونات في كافه مرافق السلطه واسست سلطات الاحتلال الامريكي لمبدأ الطائفيه والمحاصصه المقيته و هو فخ سياسي قاتل وقع فيه الشيعة بكل سهوله ولكن من الصعوبه الخروج او التخلص منه ومن هنا يمكننا القول باستحالة اصلاح النظام السياسي الحالي في العراق لان جميع الاطراف المشاركه فيه تجد مصلحتها في هذا الوضع السياسي الشاذ المتمثل بالطائفيه والمحاصصه وعليه فان هذا النظام السياسي الشاذ الذي اسسته سلطات الاحتلال الامريكي في العراق جعلت منه منطقه غير مستقره ورخوة وعرضه للاهتزازات والقلاقل السياسيه وعدم الاستقرار لفترة طويله من الزمن وسوف يقود ذلك الى تقسيم العراق الى دويلات ثلاث متناحره وضعيفه قد ترتبط فيما بينها في نوع من الكونفدراليه وقد ضيع مايسمى (ساسة الشيعة) فرصة تاريخيه لن تتكرر في التاريخ مره ثانيه عندما تشظوا وتشتتوا الى احزاب وتيارات سياسية تتصارع وتتقاتل فيما بينها واحيانا يصل الصراع الى حد استخدام السلاح والدم

كان على ساسة الشيعه ان يكون رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان منهم وكل الوزارات وبقيه الطوائف والاحزاب تتولى المعارضه لانهم الاغلبيه كحزب المؤتمر الهندي يحكم الهند منذ اكثر من سبعون عاما ولحد الان لانهم الاغلبيه

ان غباء ساسه الشيعه والتسطح الفكري وغياب النظرة الاستراتيجية عندهم وعقدة المازوخيه التي يعاني منها بعضهم جعلت منهم فريسه سهله يقعون في فخ ساسه السنة المعروفين بدهائهم السياسي وجعلوا من الاحزاب والتيارات السياسيه الشيعيه دمى تحركهم اصابع السنه كيفما شائوا ويتقاتلون فيما بينهم حتى بالسلاح وجعلوا من انفسهم سخرية لساسة السنة

اليوم خرج الحكم نهائيا من يد الشيعة والى الابد وعاد الى يد السنه منذ استقالة عادل عبد المهدي التي جائت باوامر امريكيه صهيونيه سعوديه خفيه لتأخذ شكل التظاهرات والتصريحات الرسميه من ذيولهم في العراق

سوف يرى الشيعه ايام سوداء ومريره اشد قسوة ومراره من ايام المقبور صدام وهذا ماجناه شيعه السلطه على شيعه علي

قال تعالى ((فأما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض))صدق الله العلي العظيم

والعاقبه للمتقين

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143741
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13