• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مبادئ الدعاية النازية  Principles of Nazi Propaganda .
                          • الكاتب : صلاح الاركوازي .

مبادئ الدعاية النازية  Principles of Nazi Propaganda

بالنظر لاهمية الدور الذي لعبتة الدعاية عند النازيين لذلك أرتأينا اعداد هذا المقال كي يتسنى للقارىء الكريم ان يتصور القوة التي كانت تدير هذه الماكنة الكبيرة .

الدعاية النازية ال (Propaganda ) كانت من أقوى الأسلحة التي اعتمد عليها الحزب النازي، في الفترة ما بين عامي 1933 و1945. وكانت لها أيديولوجية سياسية تهدف كما يقول "هتلر" إلى غزو العالم . إنها دعاية لا عقلانية لأنها تهدف لإثارة المشاعر والعواطف لدى الأفراد ، وتغلب الدعاية النازية الصورة على التبرير والحس الاندفاعي على المنطق .

استطاع الإعلام الحربي الألماني أن يُدخل نظام الدعاية التي خُططت بشكل متطور بواسطة وزير الدعاية الألماني "جوزيف جوبلز" . الذي كان له فضل كبير في إدخال النظم الدعائية الحديثة . واستخدمت الدعاية من خلال وسائل الإعلام الحربي في ذلك الوقت، حيث اعتمدت على المنشورات، والإذاعة، ومكبرات الصوت بشكل يثير الغرائز الأولية للفتك والتدمير. وحين ننظر إلى الدعاية الألمانية من ناحية قوتها الباطنة أي ما تنطوي عليه، فإنها تبدو في الواقع كأنها مدفعية سيكولوجية تستخدم كل ما من شأنه أن يصدم ويزعزع الكيان .

أستبد اليأس بالشعب الألماني، خصوصا مع دخول البلاد في أزمة اقتصادية كبرى على إثرها بدأ هتلر دعايته على أنه المخلص الوحيد للشعب الألماني من الفوضى واليأس.

وكانت ألمانيا قبيل عشرينيات القرن العشرين تمر بأحوال معيشية سيئة، جراء وقوع الحرب العالمية الأولى، بينما كان اقتصادها يعاني من شدة التضخم وبعد هزيمتها في الحرب تضاعفت الأزمة لما فرضته الدول الكبرى المنتصرة من تعويضات على ألمانيا الخاسرة مما دفع اقتصادها نحو الهاوية بنهاية 1923 .

وكانت الاحتجاجات والإضرابات قد اجتاحت ألمانيا منذ عام 1918، بسبب الفقر وسوء المعيشة فيما وصفها الشيوعيون فيما بعد بـ "حرب الطبقات".

خلال عقدين من الزمن، استخدم القائمون بالدعاية النازية بمهارة ”سلاحهم الرهيب“ لكسب تأييد الناخبين على نطاق واسع في الديمقراطية الفتية في ألمانيا، وتنفيذ برامج متشددة تحت لواء دكتاتورية الحزب، وتبرير الحرب والقتل الجماعي.ويتناول كتاب ”حالة الخداع: قوة الدعاية النازية“ بالدراسة أساليب النازيين في سعيهم إلى التلاعب بالرأي العام لتحقيق مآربهم، التي أدت في النهاية إلى حرب راح ضحيتها نحو 55 مليون شخص، بما في ذلك تعرّض ستة ملايين من اليهود رجالاً ونساء وأطفالاً للقتل المنهجي في المحرقة.

 

خلال عقدين من الزمن، استخدم القائمون بالدعاية النازية بمهارة ”سلاحهم الرهيب“ لكسب تأييد الناخبين على نطاق واسع في الديمقراطية الفتية في ألمانيا، وتنفيذ برامج متشددة تحت لواء دكتاتورية الحزب، وتبرير الحرب والقتل الجماعي.ويتناول كتاب ”حالة الخداع: قوة الدعاية النازية“ بالدراسة أساليب النازيين في سعيهم إلى التلاعب بالرأي العام لتحقيق مآربهم، التي أدت في النهاية إلى حرب راح ضحيتها نحو 55 مليون شخص، بما في ذلك تعرّض ستة ملايين من اليهود رجالاً ونساء وأطفالاً للقتل المنهجي في المحرقة.

لقد أدرك أدولف هتلر أهمية رسم صورة قوية له لدى العامة. وتمرّن على الحركات والإيماءات لإبراز حضوره، وكيّف هندامه وخطاباته مع ذوق جماهير بعينها. وقدّم عن نفسه صورة رجل من رجال الشعب، ”جندي مجهول“ ممن قاتلوا من أجل ألمانيا في الحرب الكبرى وارتقى في المناصب ليتقّلد رئاسة حركة سياسية بفضل موهبته وإرادته لا غير - وهما من الأفكار التي كانت لها جاذبية في الممارسة السياسة الديمقراطية في ألمانيا.

في أوائل فترة الكساد الكبير، تخلى ملايين الألمان عن ولائهم السياسي السابق فصوّتوا لصالح الحزب النازي. فقد أدت فترات التردي الاقتصادي، التي اقترنت بعجز الأحزاب السياسية في ألمانيا عن تشكيل حكومة ائتلافية ناجعة، إلى استياء واسع النطاق في أوساط الناخبين. وحوّل البعض اهتمامه إلى هتلر خوفا من التعرض للفقر والمد الشيوعي الثوري. واستجاب المزارعون لوعود النازيين بإنقاذ مزارعهم العائلية. ولقيت النزعة القومية المتطرفة  لهتلر صدى لدى العديد من الجماهير، بما في ذلك الشباب الألمان الذين كانوا يريدون استرداد الأراضي والقوة العسكرية التي خسرتها ألمانيا.

كانت الصحيفة الأسبوعية النازية " دير شتيرمر" (المهاجم) أداة رئيسية في خدمة الهمجية الدعائية النازية. ففي أسفل الصفحة من كل عدد كانت الصحيفة تعلن, بأحرف سميكة: " اليهود هم حظنا السيئ " . وكانت " دير شتيرمر" تنشر رسومات كاريكاتيرية يظهر فيها اليهود معقوفي الأنوف وشبيهين بالقرود. وكان تأثير هذه الصحيفة بعيد المدى : ففي سنة ١٩٣٨ كانت الصحيفة توزع نصف مليون نسخة أسبوعيا.

بعد أن أصبح هتلر مستشاراً لألمانيا, دعا فوراً إلى إنتخابات جديدة, لغرض السيطرة التامة على البرلمان الألماني " الرايخستاغ" . وقام النازيون باستعمال الجهاز الحكومي لإرهاب الأحزاب الأخرى, فاعتقلوا قادة هذه الأحزاب ومنعوا اجتمعاتها السياسية. ثم, وعندما كانت المعركة الانتخابية في أوجها, أُحرقت بناية الرايخستاغ في ٢٧ فبراير شباط ١٩٣٣. وتم اعتقال مواطن هولندي اسمه مارينوس فان دير لوبية بتهمة حرق البناية, وأقسم هذا بأنه تصرف لوحده. ورغم أن الكثيرين شككوا في أن النازيين كانوا مسؤولين عن العملية, فقد نجح النازيون في إلقاء اللوم على الشيوعيين, فحصلوا على مزيد من أصوات الناخبين.

 

كان الحريق إشارة واضحة إلى سقوط الديمقراطية الألمانية. ففي اليوم التالي قامت الحكومة, تحت ستار الادعاء بالسيطرة على الشيوعيين,  بإلغاء الحريات الفردية, وفي مقدمتها حرية الصحافة وحرية الاجتماع  وحرية التعبير عن الرأي, والحق في حياة خصوصية. وعندما أجريت الانتخابات في الخامس  من مارس آذار, حصل النازيون على نسبة ٤٤٪ من الأصوات, وحين انضم إليهم المحافظون الذين حصلوا على نسبة ٨٪ من الأصوات, ضمن النازيون لأنفسهم الأغلبية في الحكومة.

وأسرع النازيون إلى تعزيز قوتهم وتحويلها إلى دكتاتورية. وفي ٢٣ مارس آذار سنوا القانون الخاص بذلك. وعزّز القانون جهود هتلر الدكتاتورية ومكّنه من مد سلطته إلى أبعد من ذلك. وقام النازيون بإدارة آلات دعايتهم المخيفة لإسكات منتقديهم, وقاموا أيضاً بتطوير جهاز عسكري وبوليسي قوي.

وساعدت قوات الصاعقة ( ال " إس. أي . ), وهي منظمة ذات قاعدة شعبية, بمساعدة هتلر, في نسف الديمقراطية الألمانية. وبعد الثامن والعشرين من شباط, حصل الغيستابو ( البوليس السري للدولة ) وهو قوة تم تجنيدها من ضباط الشرطة المحترفين, على حرية اعتقال أي شخص. أما ال " إس . إس " (وهي قوات الحماية ) فكانت مكلفة بمهمة الحراسة الشخصية لهتلر, وفيما بعد بالسيطرة على معسكرات الاعتقال وعلى الغيستابو, في حين ال" إس . دي ." ( خدمات الأمن الخاصة بالإس . إس. ) كانت تعمل كجهاز استخباري نازي, يقوم بالكشف عن الأعداء ومراقبتهم.

مع إتمام هذه البنية التحتية للبوليس, تم إرهاب المعارضين للنازيين, وضربهم او إرسالهم إلى أحد معسكرات الاعتقال التي أقامها النازيون لسجن المعارضين. وكان معسكر داخاو, بالقرب من ميونيخ, أول معسكر يقام للسجناء السياسيين. ثم تغيّر الغرض من داخاو مع مرور الزمن, فأصبح أحد المعسكرات الوحشية التي خصّصت لليهود.

في نهاية عام ١٩٣٤ كان هتلر قد أصبح الحاكم المطلق لألمانيا, وأصبحت حملته ضد اليهود تدار بكل قوة. وادعى النازيون بأن اليهود أفسدوا الثقافة النازية النقية, بتأثيرهم " الأجنبي" و " المهجن" . وقام النازيون بعرض اليهود بصفة عنصر شرير وجبان, وبعرض الألمان بصفة شعب شجاع وشريف ومنصرف إلى العمل. وادعى النازيون بأن اليهود, الذين كانوا واسعي النفوذ في ميادين المال والتجارة والصحافة والأدب والمسرح والفنون, يقومون بإضعاف الاقتصاد الألماني والثقافة الألمانية.

أصبح " الآريون" , أي الألمان, يُعتبرون عنصرا عاليا. وكانت دراسة لغوية قد بدأت في القرن الثامن عشر قد قررت أن اللغة الهندو- ألمانية (المعروفة أيضاً بالآرية) تتفوق في مبناها وتنويعاتها ومفرداتها على اللغات السامية, التي تطورت في الشرق الأوسط. وأدت هذه الفكرة إلى التشكيك في شخصية الشعوب الناطقة بهذه اللغات, وإلى النتيجة القائلة بأن الأقوام الآرية أرقى من الأقوام السامية.

وهكذا التزم النازيون بالمحافظة على " طهارة الدم الألماني" . ففي بداية الحرب العالمية الثانية, بدأ النازيون بالقتل المبرمج للمقيمين في الملاجئ والمصحات العقلية. وبموجب البرنامج المعروف باسم تي- ٤, تم قتل عشرات الألوف من المعاقين والمتخلفين والمرضى النفسيين الألمان في غرف الغاز. ولما كان برنامج تي – ٤ قد سبق عمليات قتل اليهود, فمن المعقول الافتراض بأن البرنامج كان يعتبر نموذجاً ل " الحل النهائي لموضوع اليهود" . صحيح أن النازيين اضطهدوا أقليات أخرى أيضاً, مثل شهود يهوه, الذين رفضوا إطاعة القوانين النازية. كما اضطهدوا أحادي الجنس, الذين اعتبروا من " الشواذ اجتماعياً" والغجر ( روما أو روماني), الذين اعتبروا منبوذين, وكان مصيرهم التعقيم والقتل الجماعي, وكذلك الجنس السلافي, الذين اعتبر ابناؤه من الواطئين عرقياً, وخصّصوا لخدمة " الجنس الآري" – الألمان. في حين أن المثقفين التشيك والروس تم قتلهم باعتبارهم عناصر غير ضرورية تنتمي إلى " عنصر العبيد" . إلاّ أن اليهود اعتُبروا العدو الأول, وحكم عليهم بالتصفية والإبادة التامة, عالمياً. ذلك إضافة إلى محو أي آثار لنفوذ اليهود على الحضارة الأوروبية, بما في ذلك مساهمة اليهود في أنظمة الحكم الليبرالية والديمقراطية من جهة والأنظمة الشيوعية من جهة أخرى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مبادئ الدعاية النازية

    Principles of Nazi Propaganda

جندي يقف في أنقاض كليف في ألمانيا، ويقرأ الملصقات الألمانية التي تطالب المدنيون الحفاظ على إمدادات الوقود للمجهود الحربي، 13 فبراير 1945.

العلم الرسمي لحكومة الرايخ الثالث الألمانية خلال فترة حكم أدولف هتلر من عام 1933 إلى عام 1945م ابتدعت النازية عدة أساليب دعائية جديدة في الفترة التي ظهرت بها، حيث استخدم جوبلز الملصقات الدعائية والأفلام الوثائقية من أجل المزيد من السيطرة على عقليات الشعب الألماني الذي أصبح يرى في النازية مخلصا . قامت الدعاية النازية على مجموعة من الدعائم منها ما يلي :

اولا. التركيز على الجانب اللاعقلاني في الدعاية

 Focus on the irrational( Illogical) side of Propaganda

ثانيا. إشاعة الفوضى لدى العدو

Rumor chaos in the enemy

ثالثا. استخدام الأخبار بطريقة منهجية

 Use the news in a systematic way

رابعا. اتخاذ التكرار كأسلوب

 Take repetition as a method

خامسا. الارتكاز إلى عقيدة أساسية

Building on a basic belief

سادسا. الاهتمام بمخاطبة الجمهور

  Interest in addressing the audience

اولا. التركيز على الجانب اللاعقلاني في الدعاية

 Focus on the irrational( Illogical) side of Propaganda:

من منطق أن الجماهير كما يقول " هتلر " فيها من خصائص النساء ، وان استجابتها تكون دائما عاطفية أكثر مما هي عقلية ، وقد اهتمت هذه الدعاية بالمرأة وتوجهت إراديا إلى عواطفها وفعلت ذلك بكل نجاح. والدعاية ضمن هذا المبدأ تقوم إحداث تحويلا في الاندفاعات الطبيعية للفرد وتوجيهها صوب مواضيع محضرة سلفا (التفوق الثقافي والعرقي الجيرماني) .

ثانيا. إشاعة الفوضى لدى العدو

 Rumor chaos in the enemy:

 وذلك من خلال التعامل مع الاقليات الموتورة والزعماء الطموحين والفاسدين وذوي العصبيات والميول الإجرامية ، نتبناهم كما يقول جوبلز وزير الدعاية في عهد هتلر . ونحتضن أهدافهم ونهول مظالمهم ونهيج أحاسيسهم بمزيج من الدعاية والشائعة مثيرين الغنى على الفقير والرأسمال على البرولتاري ودافع الضرائب على فارضها والجيل الجديد على القديم وبذلك نحقق درجة عالية من الفوضى يمكن معها التلاعب بمقدرات العواطف وفق ما نشاء .

ثالثا. استخدام الأخبار بطريقة منهجية

 Use the news in a systematic way:

كوسيلة لتوجيه الأفكار ، ولذلك كانت الأخبار المهمة تحمل بدلالة معينة وتعبأ بشحنة دعائية.

رابعا. اتخاذ التكرار كأسلوب

 Take repetition as a method:

من أساليب الدعاية الجيدة ، ويجب أن يكون في صور متوافقة تلائم مختلف الجماهير ويقول جوبلز في هذا الصدد أن الكنيسة الكاثوليكية قد استطاعت البقاء لأنها تكرر نفس الشيء منذ الفين من الأعوام ، والتركيز على غرض واحد في آن واحد أي تركيز التوجيه نحو مرمى واحد خلال فترة معينة ، فقد اتحد الهتلريون أولا مع الأحزاب البرجوازية والرجعية ضد الماركسية ثم مع اليمينين القيميين ضد البرجوازية ثم تخلصوا من القوميين .

خامسا. الارتكاز إلى عقيدة أساسية

Building on a basic belief :

فالعقيدة هي أساس كل حزب ولا يمكن للدعاية أن تنجح ما لم تستند إلى عقيدة والعقيدة عبارة عن المفاهيم الأساسية للحركة النازية ، وقد وضع هتلر عقيدته وعمل على نشرها بكل وسائل الدعاية ويقول أن أية عقيدة أو فكرة لن يكتب لها النجاح ما لم تعتنقها أكثرية الشعب وتبدي استعدادها للنضال من اجلها وقد نجح في تحقيق هذا الهدف من خلال خطة دعائية طويلة المدى .

 

 

 

سادسا. الاهتمام بمخاطبة الجمهور

 Interest in addressing the audience :

 فالدعاية كما يقول هتلر " تهدف إلى لفت نظر الجمهور إلى وقائع وأحداث لا إلى تنوير الشعب على أساس علمي ، لذلك وجب التوجيه إلى قلوب أبناء الشعب لا عقوله فالدعاية التي توجه إلى قلب الجمهور وحواسه قبل عقله هي التي تكون أشد تأثيرا فيه شريطة ألا تعتمد على التضليل وقلب الحقائق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143488
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13