• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصيدة على قبر معاوية للشاعر السوري محمد المجذوب  .

قصيدة على قبر معاوية للشاعر السوري محمد المجذوب 

بعد زيارته لمرقد امير المؤمنين (ع) في النجف الاشرف ودهشته وانبهاره لما رأى من جلال ورهبة ومكانة عظيمة فعمل مقارنة في عقله مع قبر معاوية البائس
وعند عودته الى الشام توجه الى قبر معاوية و قال :

أين القصور أبا يزيد ولهوهــــــــــا
والصافنات وزهوها والســــــــؤددُ

اين الدهاء نحرت عزته علـــــــــى
أعتاب دنيا سحرهــالا ينفـــــــــدُ

آثرت فانيها على الـــــحق الـــــذي
هو لو علمت على الزمـــــان مخلدُ

تلك البهارج قد مضت لسبيلهـــــــا
وبقيت وحدك عبرة تتجــــــــــــددُ

هذا ضريحك لو بصرت ببؤســــه
لا سـال مدمعك المصير الأســـــودُ

كتل من الترب المهين بخــــــــربة ٍ
سـكر الذباب بها فــــراح يعــــربدُ

خفيت معالمها على زوارهــــــــــا
فـكأنها في مجهــل لا يقصـــــــــــدُ

ومشى بها ركب البلى فجدارها
عــار يكاد من الضراعة يسجد

والقبة الشماء نكس طرفهــــــــــــا
فبكل جــزء للفنـــــــاء بهـا يـــــــدُ

تهمي السحائب من خلال شقوقهــا
والريح في جنبــاتهــا تتـــــــــــرددُ

حتى المصلى مـظلم فـكــأنـــــــــه
مــــذ كــان لم يجـتـز بــه متعـــــبدُ

أأبا يـزيــد وتلك حكمــــة خــالــق
تجــلى على قلب الـحكيم فيرشـــــدُ

أرأيت عـاقـبة الجموح ونــــــزوة
أودى بلــبك غــّيهـــــا المترصــــــدُ

أغرتك بالدنيـــا فرحت تشنها
حرب على الحق الصراح وتوقد

تـــعدوا بهــا ظلما على من حـبـــه
ديـن وبغضـته الشقاء الســــــرمـــدُ

علم الهدى وإمام كل مطهر
ومثابة العلم الذي لا يجهل

ورثت شمائــله بــراء ة أحمـــــــــد
فيـكـاد من بـريده يـــشرق احمــــــدُ

وغـلـوت حتى قـد جعلت زمامهــا
ارثــــــا لكل مدمم لا يحـــــــــــمــدُ

هـتك المحــارم واستبـاح خدورها
ومــضـى بغـير هــواه لا يتقيـــــــدُ

فأعادها بعـد الهــدى عصبيــــــــة
جهـلاء تلتـهم النفوس وتفســــــــــدُ

فكأنما الأسلام سلــعة تاجـــــــــــر
وكـأن أمـتـه لآلــك أعـــــــــــــــبــدُ

فاسأل مــرابض كربلاء ويثـــرب
عن تـلكم النـــــار التي لا تـخــــــمدُ

أرسلـت مـارجها فماج بــحــــــره
أمس الجــدود ولـن يجـّنبها غـــــــدُ

عبثـــاً يعالج ذو الصلاح فسادهــا
ويطب معضلها الحكيم المرشد

أين الذي يسلو مواجع احمد
وجراح فاطمة التي لا تضمد

والـزاكـيات من الــدماء يريقـــــها
بــاغ على حــرم النبوة مفـســــــــدُ

والـطــاهرات فــديتهن ثواكلاً
تنثــال في عبـراتهن الأكـــــــــــبدُ

والــطيبين من الصغــار كـــــأنهم
بيض الزنابق قد عداهــــا المـــوردُ

تشكو الـظمـاء لـــظالمـــــــــــين أصمهم
حقـــد أنــــاخ علــى الجـــوانـح موقـــدُ

والــذائــدين تبعثـــرت اشلاؤهــــــم
بــددا فثـمة معصم وهنــــــا يـــــــدُ

تـطأ السنابـك بالـطغاة أديـمهــــــا
مثــــل الكتـــــاب مشى عليه الملحدُ

فعلــى الرمــال من الأبـــــاة مضرج
وعلـى الجياد من الهداة مــصـــــفدُ

وعـلــى الرمــــاح بقــّــية من عابــــد
كـالشمـس ضاء بـه الصـفا والمسجدُ

قـــد طالمـــا حـــن الدجى لحنينـــه
وحنـى علــى زفــــراتـــه المتـهــجــد

ان يجهش الأثمــــاء مــوضع قــدره
فـلــقد دراه الـراكعـون السـّجـــــــــدُ

تلك الفواجـــع ما تــــزال طيوفهـــا
في كــل جارحـــة تحس وتشهـــد

ما كان ضرك لو كففت شواظها
فسلكت نهج الحق وهو معبـــــد

ولــزمت ظل ابــي تراب وهو من
في ظله يرجى الســداد وينشــد

ولو أن فعلت لصنت شرع محمد
وحـميت مـجداً قــد بنــــاه محمد

ولعـــاد ديــن الله يغمــر نوره الــــد
نيــــــا فـــــــلا عبــــد ولا مستـعـبد

أأبا يـزيد وســــــاء ذلـــــك عـــثـــرة
مـاذا أقول وبـاب سمعـك مــوصــــدُ

قم وارمق النجف الشريـف بـنظرة
يــرتد طرفـك وهــو بـاك أرمـــــــــدُ

تلك العـظـام أعـــز ربــك قـدرهــــــا
فتكـــاد لـولا خــوف ربــــك تـعـبـــدُ

ابـــداً تبــاركهـــا الوفـــود يحـثــهــــا
من كـل صوب شوقــها الـمـتـوقـــــــدُ

نــــازعتها الــــدنيا ففزت بوردهــــــا
ثم انطوى كـالـحلم ذاك الــمـــــــوردُ

وسعت الى الأخرى فأصبح ذكرهـا
في الخــالديـن وعــطف ربك أخـــلدُ

أأبا يزيد وتلك آهــة مــوجـــــــــع
أفضى الـيك بـها فـؤاد مُـفـصــدُ

أنا لست بالــقــالي ولا أنا شـامت
قـلب الكـريـم عن الشماتـة أبعــــدُ

هي مهــجة حـرى اذاب شغـافهــا
حزن على الاسلام لـم يـك يهجــــدُ

اذكــرتهـا المــاضي فهـاج دفينهـا
شـمـل لشعب المصـطفى متـبــــددُ

فبعـثته عـتبا وان يـك قــاسيـــــــا
هو من ضـلـوعـي زفـــرة يتـــــرددُ

لـم استـطع جلداً على غلوائهـــــا
أي القلوب عـلى اللضـى تتجلــــدُ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143457
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13