• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الغائب الموعود .
                          • الكاتب : د . عبد الهادي الحكيم .

الغائب الموعود

 حَتّى مَ هذِي الغُيومُ السُّودُ تَحْتَشِدُ

وَاللَّيْلُ دَاجٍ، وَبَدْرُ التَمِّ مُفْتَقَدُ

تَدَافَعَتْ ظُلُماتٌ بَعْضُها شَبَكَتْ
رِقَابَ بَعْضٍ كَمَا تَشَّابَكُ العُقَدُ

طَالَ السُّرى فَتَجَرَّعْنَا مَرَارَتَهُ
كَاسَاً دِهَاقَاً كَسَكْبِ النَّارِ يَتَّقِدُ

قَسَا الحُداةُ فَما سَارُوا بِنا سُجُحَاً
يَوماً، ولا أَسْلَسُوا قَوْداً، وَلا اتَّأَدُوا

جَارُوا فَمَا (اسْوَدَّ إِلاَّ مِنْ سِيَاطِهِمُ
مَتنٌ)، وَلاَ (رُضَّ صَدْرٌ)، وَاكْتَوى جَسَدُ)

لَوْلاهُمُ مَا غَفَا في الأَعْينِ السّهدُ
لَوْلاهُمُ مَا شَكَا مِنْ ظُلْمِهِ أَحَدُ

وَلاَ (تَفَرَّى لَنَا نَحْرٌ)، وَلاَ (فُلِقَتْ
هَامٌ)، وَلا (مُضِغَتْ في حَوْمةٍ كَبِدُ)

وَلا (تَبَضَّعَ أَشْلاءً)، مُبَعْثرةً
(أَمَامَ وَالِدَةٍ) مَذْهُولَةٍ (وَلَدُ)

لَوْلاهُمُ مَا طَغَى طَاغٍ، وَلا اضْطَهَدَ
الضَّعِيفَ حَدَّ اقْتِطافِ الرَّأْسِ مُضْطِهدُ

وَلاَ تَوارَى وَقَد "ضَاقَتْ بِما رَحُبَتْ
عَلَيهِمُ الأَرْضُ" (قُطَبُ الأَرضِ) والعَمَدُ

لَولاهُمُ لأَتَى سَعْياً فَحَلَّ بِنا
أَهْلاً، وَأَلْقَى عَصَا تِرْحَالِهِ، السَّعَدُ

وَلاَسْتَوى فَوقَنا كَالعَرشِ دَانِيةً
قُطُوفُهُ مُثْقَلاتٍ بِالجَنى الرَّغَدُ

مُذَهَّبَاً، أَخْضَرَ العَيْنينِ، مُؤْتَزِراً
بِزُرقَةِ المَاءِ، طَلْقَاً، رِيقُهُ الشَّهَدُ

مُضَمَّخاً بِأَريجِ الحُبِّ، مُكْتَنِزاً
بِالخِصْبِ، مِنْ بُرْدِهِ يَسَّاقَطُ البَرَدُ

   *
حَتّى مَتَى يُشعَلُ الماءُ الذّي نَرِدُ..؟
حَتَّى مَتى يُوْأدُ الجيلُ الذِّي نَلِدُ..؟

نُكَابِدُ الغَيْظَ يَكْوِينا فَنَكْظمُهُ
تَجلُّداً، وَسِلاحُ المُقَعْدِ الجَلَدُ

حَتّامَ يَبْيَضُّ خَيطُ الفَجْرِ مِنْ غَبَشٍ
يَطُوفُ فِيهِ، ويُجْلى الصَّارِمُ الفَرِدُ

ويَفْجَأَ الأَرْضَ (صَوْتٌ كَانَ فَارَقَها
أَلْفاً وَنَيْفاً)، فَتُصْغِي وَهْيَ تَرْتَعِدُ

سَيَسْتَعِيدُ جَلالَ (الفَتْحِ) ثَانِيةً
(مُحَمَّدٌ) مِنْ (أَعَالِي مَكَّةٍ يَفِدُّ)

وَ(يَعْمُرُ البَيتَ) (آلُ البَيتِ) بَعدَ بِلىً
وَتَحرُسُ (الرُّكْنَ) بَعْدَ (الغَيْبتَينِ) يَدُ

سَتَنْتَضِي (بَدْرٌ الكُبْرى) صَوَارِمَها
وَتَسْتَفِيقُ عَلَى قَرْعِ الضُّبا (أُحُدُ)

وَتَنفَضُ التُّربَ يَومَ الثَّأرِ شَاهِرةً
أَسَيَافَها (كَرْبلا) حَمْراءَ تَتَّقِدُ

سَيُسْتَعادُ شَبابُ الدِّين ثَانيةً
وَضَوْعُهُ، وَثِيابُ الخُضْرةِ الجُدُدُ

فَيَسْتَضِيءُ بِظِلِّ اللهِ مُضْطَهَدٌ
وَيَصْطَلِي بِعَذابِ اللهِ مُضْطَهِدُ

وَيَسْتَوي بِقَضاءِ اللهِ مَنْ قَرُبوا
حَتَّى لَمَسُّوا بِقُربَاهُمْ، وَمَنْ بَعُدوا

 
"ستُمْلأُ الأَرضُ عَدْلاً بَعدَ ما مُلِئَتْ
ظُلْماً وجَوراً"، فهلاّ يُنْجَزُ الوَعَدُ..؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143329
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13