• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كورونا ونظرية المؤامرة .
                          • الكاتب : الشيخ مصطفى مصري العاملي .

كورونا ونظرية المؤامرة

المشكلة في زماننا عندما تطغى الخلفيات الفكرية على الحقائق الواقعية..،
فيطغى تفكيرنا وفق نظرية المؤامرة على كل ما نعيشه في حياتنا. .ونضع كل ما يحصل في هذه الخلفية. 
ولا نلتفت إلى النتائج الخطيرة لهذا الاهمال.

اليوم تجاوزت الإصابات في العالم مليون إصابة خلال فترة وجيزة وكثيرون لا زالوا يفكرون بالمؤامرة أكثر مما ينظرون الى الواقع..
البداية كانت مع الصين حيث اتهمت الطبيب الأول الذي تحدث عن الفايروس القاتل بأنه ينفذ مؤامرة.. ثم وجهت الاتهام لأميركا. .قبل أن تباشر بالإجراءات العملية التي برع بها رغم تاخرها. 
أميركا من جهتها اعتبرت ذلك مؤامرة صينية لتستفيد منه في شراء أسهم الشركات..
واتهم ترامب الديمقراطيين ورئيسة المجلس بالترويج للمرض أكبر من الواقع لأهداف سياسية. واعتبر أن لديه أقوى نظام صحي في العالم فليس بحاجة إلى أي خطوات احترازية حتى وقع بما وقع به. 
إيران من ناحيتها اعتبرت الكلام عن الفيروس في البداية مؤامرة تستهدف الانتخابات وتكتمت على نشر الأخبار ولم تتخذ اية إجراءات وقائية
ثم اعتقلت من ينشر بعض الأخبار متهمة إياهم بتنفيذ مؤامرة ضد النظام.. قبل أن تبدأ مؤخرا باتخاذ بعض الإجراءات في عزل المدن بعد أن حصل ما حصل..
وهكذا في اكثر من مكان من العالم حيث تفاوتت النظرة والتقييم.  اذ تبنى نظرية المؤامرة 
الكثيرون من الافراد..لأهداف مختلفة. . وتعاطى آخرون بلا مبالاة.. 
كل ذلك ساهم ويساهم في زيادة اشتعال الهشيم في النار.. ويرفع اعداد الضحايا يوما بعد يوم..
في مثل هذه الأزمات تتحدد عناصر اختبار ميزة الأفراد  بسرعة البديهة وسرعة اتخاذ القرار والقدرة على الاستنتاج الصحيح.. على مستوى الأفراد أو القيادات والمسؤولين على مختلف المستويات..
ما نشاهده في اكثر من دولة هو اختبار حقيقي للدول. .ودرس للأفراد. .
فكم نبقى نعيش عقدة الضعف والنقص بالقاء اللوم على المؤامرة ام هي الاستجابة الحقيقة للواقع الذي نعيشه  ؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143193
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13