*يلزم حل مجلس النوَّاب فورَ منح الحكومةِ الجديدةِ الثِّقة، لتشلَّ قُدرة الأَحزاب والزَّعامات والكُتل على عرقلةِ عملِها، ولتنزع أَسنانهُم ومخالبهُم من النَّهشِ بها، والتَّأثيرِ على سَير الإِنتخابات المُبكِّرة المُرتقبَة.
[القِسمُ الثَّالث والأَخير]
س٤/ ما هي أَهم مجالات التَّعاون بين إِيران والعراق كدَولتَينِ جارَتَينِ؟ وبالنَّظر لأَهمِّيتهِما الجيُو سياسيَّة؟.
ج/ طهران إِحدى أَهم عواصم دُول الجوار العِراقي، بل وعلى رأسِها، وعلى مُختلفِ الأَصِعدة والمُستويات، ولذلكَ فإِنَّ مجالات التَّعاون معها واسعةٌ جدّاً ولا حدَّ لها.
إِنَّ بغداد تسعى سعياً حثيثاً منذُ أَكثر من ٣ سنوات لإِعادة صياغة علاقاتها مع كلِّ دُول الجِوار والدُّول الإِقليميَّة والدَّوليَّة لتكونَ مُتوازِنةً حسْب الحاجة وحجمِ هذهِ العِلاقة وفائدتها وقُدرتها على الإِستقرار، مُستندةً إِلى مبدأ [العِراق أَوَّلاً] لتحقيقِ المصالح المُشتركة على أَساس الإِحترام المُتبادل وعدم التدخُّل في الشُّؤُون الداخليَّة.
ولذلكَ نُلاحظ مثلاً، فعلى الرَّغمِ من المُحاولات المُستميتة التي بذلتها واشنطن لتحويلِ العلاقةِ الحَسنة والوِديَّة بينَ بغداد وطهران إِلى عِلاقات عَدائيَّة أَو على الأَقلِّ تقليصَها، إِلَّا أَنَّ بغداد إِختارت مصالحَها الإِستراتيجيَّة أَوَّلاً فرسمت معالِم العِلاقة على هذا الأَساس بعيداً عن أَيِّ تأثيرٍ خارجيٍّ.
كذلك، فعندما كانت بعض دُول الخليج مثلاً تنظرُ إِلى هذهِ العِلاقة بعَين الشَّك والتوجُّس، وسعَت لإِضعافِها كشرطٍ مُسبقٍ لتقويةِ العِلاقة مع بغداد، ظلَّت الأَخيرة مُتمسِّكة بموقفِها الثَّابت في التَّأسيس لعلاقاتٍ مُتوازِنة، حتَّى يئِسُوا من إِبتزازِها قبلَ بناءِ عِلاقاتٍ ثُنائيَّةٍ جديدةٍ.
س٥/ هل ترى تَسمية الزُّرفي لرِئاسة الحكُومة خُطوة ناجحة في هذهِ الظُّروف؟.
وهل سينجح في إِخراج البلاد من الفوضى؟.
ج/ لا أَحدَ بإِمكانهِ إِخراج البلادِ من الفوضى بهذهِ السُّهولةِ، فالأَمرُ بحاجةٍ إِلى عملٍ تشارُكيٍّ جبَّار بعدَ أَن تراكمَ الفساد والفشل طِوال الأَعوام الـ [١٧] المُنصرِمة.
ومن حيث المبدأ، فهوَ جزءٌ من المنظُومة الفاسِدة والفاشِلة التي حكمت العراق منذ ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن.
فهو ليسَ طارِئاً أَو دخيلاً عليها، ولذلك تنطبق عليهِ المقُولة المعرُوفة [فاقدُ الشَّيء لا يَعطِيه] فكيفَ تنتظر منهُ إِنجازاً سليماً، نزيها وناجِحاً؟!.
معَ ذلك، ومِن باب [لِكُلِّ قاعِدةٍ إِستثناء] لنقُل جدلاً بأَنَّهُ قد يكونُ قادراً عليها، فهذا يتطلَّب أَمرَين اثنَينِ؛
*توافُق الكُتل الشيعيَّة عليهِ، أَو على الأَقل [٥٠+١] مِنها، ليحتمي بها في إِنجازِ مهامِّهِ الموكولةِ بهِ، لأَنَّني وبِصراحةٍ أُؤمنُ بأَنَّ أَشد أَعداء رئيس أَي حكُومة، وفي سِياق نوعيَّة النِّظام السِّياسي الموجُود، هي الكُتل الشيعيَّة أَو أَغلبها.
أَو الإِنتقال إِلى [الخُطَّة ب] إِذا تمَّ تمريرهُ بالكُتل الكُرديَّة والسُنيَّة وأَجزاءٍ قليلةٍ من الكُتل الشيعيَّة، بِمعنى قلبِ الطَّاولة عليها دستورياً! وهي الخُطَّة التي بدَت ملامِحها تتشكَّل بصدور قرارِ المحكمةِ الدُّستوريَّة الأَخير.
*أَن يبتعدَ عن كلِّ أَنواع المُحاصصات ويرفُض الإِبتزاز في إِختيارِ فريقهِ، بالإِضافةِ إِلى مُستشاريه وفريقهِ الخاص.
ولأَنَّ حكومتهُ المُرتقبة مؤَقَّتة لقيادةِ البلادِ في مرحلةٍ إِنتقاليَّةٍ لحينِ الإِنتخابات المُبكِّرة، لذلكَ يلزمهُ للنَّجاح؛
*حصر السِّلاح [السِّياسي تحديداً] بيد الدَّولة وتفكيك كلِّ الميليشيات.
*الضَّرب بيدٍ من حديدٍ على رؤُوس الحيتان الكبيرة مِن [العِصابة الحاكِمة] من خلالِ الزَّج بـ [عجلٍ سمينٍ] واحدٍ على الأَقل خلفَ القُضبان.
وبذلكَ سيحمي صندُوق الإِقتراع من التَّرغيب بالمالِ الحرام والتَّرهيب بسلاحِ الميليشيات.
وليكسب ثِقة الشَّارع والمُحتجِّين تحديداً، فإِنَّ عليهِ أَن يُلاحق كلَّ المُتسبِّبين بقتلِ المُحتجِّين السلميِّين والذين ارتكبُوا جرائِمَ الخطف والقَتل والقَنص والحرق والتَّدمير والإِعتداءات والإِغارةِ على الأَملاك العامَّة والخاصَّة.
وكذلك الذين تجاوزُوا على عناصر القِوى الأَمنيَّة، خاصَّةً من يُطلق عليهِ بـ [الطَّرف الثَّالث].
يجب الكَشف عن هويَّتهِ وتقديمهِ للعدالةِ لينالَ جزاءهُ، ومن أَجلِ الفرزِ بَين المُحتجِّين السِّلمييِّن من جهةٍ وكلِّ العناصِر التي سعت للطَّعن وتخريب الإِحتجاجات لصالحِ أَحزاب السُّلطة الفاسِدة والفاشِلة وميليشياتها المُجرمة التي تورَّطت بدماءِ المُواطنين، مِن جهةٍ ثانيةٍ.
ولإِنجازِ كلِّ ذلكَ يلزمهُ حل مجلس النوَّاب فورَ منح حكومتهِ الثِّقة، ليشلَّ قُدرة الأَحزاب والزَّعامات والكُتل على عرقلةِ عملِها، ولينزع أَسنانهُم ومخالبهُم من النَّهشِ بها، أَو حتَّى التَّأثير على سَير الإِنتخابات المُبكِّرة المُرتقبَة.
*إِنتهى
٢٤ آذار ٢٠٢٠
لِلتَّواصُل؛
E_mail: nahaidar@hotmail.com
Face Book: Nazar Haidar
|